قلت في مقال سابق لو خصص الاتحاد الدولي أو الإفريقي جائزة أوبطولة في خلق الأزمات الرياضية لاحتفظ السودان باللقب في كل المواسم بعد أن أصبحنا لانبدأ موسماً رياضياً خاصة بعد إنشاء الدرجة الممتازة إلا وكانت البداية بأزمة ويتبارى إداريو الأندية والاتحادات في إطلاق التصريحات عبر وسائل الإعلام وكل يتحدى الآخر دون احترام أو التزام بالقوانين التي تنظم اللعبة وتكون حكماً عادلاً بين الأندية والاتحاد. أقول ذلك ونحن نعايش هذه الأيام الازمة التي فجرتها أندية الدرجة الممتازة مع اتحاد الكرة بخصوص الرعاية وتوزيع النسب وتسديد متأخرات البث التليفزيوني والخلاف الأكبر على نسبة التوزيع مابين الطرفين إذ تطالب الأندية وعلى لسان قيادتي الهلال والمريخ بتعديل نسبة توزيع الرعاية ليكون نصيب الأندية هو الأكبر وليس العكس كما هو الحال الآن لأن منصرفات الأندية أكبر في ظل تطبيق الاحتراف ووجود لاعبين ومدربين أجانب مع التكلفة العالية لبرامج الإعداد بعد أن تطور هذا المفهوم لدى الأندية وشهدنا لأول مرة أندية تقيم معسكرات خارج السودان. وعندما نجح اتحاد الكرة في عهد الدكتور كمال شداد في توقيع عقودات رعاية للمنافسة منح الفرق حق تسويق شعارها مع منح الشركة الراعية فقط (كم القميص) وهو مكسب كبير للأندية ولكن للأسف ضعف ثقافة التسويق وسط إداريي الأندية لم يحركها لتسويق شعارها عدا الهلال والمريخ واللذين اكتفا بالتعاقد مع راعي واحد ونحن نشاهد العديد من الفرق في العالم وحتى الدول التي من حولنا يحمل شعارها العديد من الرعاة في القميص والشورط وحتى الجوارب بل حتى الاتحاد الإفريقي منح الأندية المشاركة في بطولاته تسويق شعارها مع الاحتفاظ بنسبة للاتحاد. والمعروف أن البطولة هي حق للاتحاد لأنه المسؤول عن تنظيمها وقام بتسويقها وبالتالي من حقه أن يأخذ النسبة الأكبر ونضرب مثلا بالاتحاد الإفريقي الذي سوق بطولتي أبطال الدوري والكنفدرالية لقناة الجزيرة وبعض الشركات بملايين الدولارات وتنقل المباريات فضائيا وتؤثر على الدخل ولايمنح الاتحاد الإفريقي إلا فتاتاً في حالة الوصول إلى المراحل المتقدمة بل يلزم الأندية بتحمل تذاكر السفر والإقامة وتكاليف إقامة الفريق المنافس وتذاكر ونثريات وإقامة الحكام والمراقب وحتى الاتحاد الدولي يسوق بطولاته للقنوات والشركات ويقدم جوائز وإعانات فقط للمنتخبات الصاعدة للنهائيات ولاتساوي شيئاً أمام مايناله من نصيب . نسبة توزيع مال الرعاية مضمنة في القواعد العامة ولائحة البطولة ولكن للاسف إدرايو الاندية لايطاعون عليها وكان بامكانهم المطالبة بالتعديل عبر الجمعية العمومية خاصة وأن اتحاد الكرة ظل يخاطب هذه الاندية قبل الجمعيات العمومية بوقت كافٍ ويطالبها بأي مقترحات جديدة ولكن لا أحد يرد. صحيح أن الاتحاد يظلم الأندية في أخذ نصيب من تلفزة المباريات الإعدادية ولكن مايختص برعاية الدوري فهو حق مشروع للاتحاد وعلى الأندية كما قال أمس السيد خالد هارون أن تناقش مشاكلها في جلسات جماعية بدلا عن أجهزة الاعلام حتى تصل إلى حل والذي لن يأتي إلا عبر الحوار.