(1) من المقرر أن يشهد الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية في الاسبوع الاول من مارس المقبل عمليات حصاد زهرة الشمس بولاية سنار في مساحة (20) الف فدان موزعة في سبعة مواقع، وهي (البساطة، المسرة، الحجيرات، السوكي، شاشينا، ود سلمان، وود هاشم)، ونفذت بعضها بشراكة بين البنك الزراعي السوداني (49%)، والاتحاد النوعي لمزارعي مشاريع سنار المروية (31%)، وشركة هارفست (20) والتي يتوقع أن تبلغ انتاجية الفدان فيها الطن، كأعلى انتاجية بعد أن اعتمدت على التقانة الزراعية في زراعتها، وهي خطوة لمحو ذكرى ملف تقاوى زهرة الشمس الفاسدة الذي أثارته الصحافة وواصل مشواره البرلمان. ووقف د. عبدالحليم اسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري يوم الاربعاء الماضي في رفقة أحمد عباس والي الولاية على الحقول المنتجة بكل من ود هاشم، والسوكي، ضمن برنامج زيارات ميدانية يقف خلالها على كل المشاريع الزراعية بدأها بولايتي سنار والنيل الازرق. واستمع الوزير إلى شكاوى المزارعين وطلباتهم، والتي اتخذ بشأنها الاجراءات الفورية بعد أن تأكد من استعداد وحماس المزارعين وتفاعلهم بالتجربة التي وصفوها بالناجحة والمثمرة، خاصة وأن اسعار زهرة الشمس مرتفعة هذه الايام يبلغ القنطار ثلاثة آلاف جنيه ويزيد، رافضين التمويل المباشر للمزارعين كما في السابق والذي يواجه بعضهم بموجبه السجون. ووصف وزير الزراعة والثروة الحيوانية بولاية سنار رضوان محمد رضوان الشراكة بأنها مثالية وانها المخرج الاساسي للتعامل مع الجهات التمويلية، مبدياً امله أن تتمدد هذه الشراكة الى محاصيل أخرى، وحل مشاكل الري بصورة جذرية، وادخال الحيوان الدورة الزراعية. (2) د. المتعافي للمزارعين: اذا لم توفروا الغذاء وبكرة قامت المظاهرات نكتلهم ولا نعمل ليهم شنو؟ وابدى د. عبدالحليم اسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري فرحته بما رأى من مبشرات انتاج عالية، ورضا المزارعين بالذي تم، وقال انه يأمل أن ترتفع المساحة الى مائة الف فدان للحبوب الزيتية لتكفي سنار شرق السودان، و (تمشي شوية زيوت الى الخرطوم)، مطالباً المزارعين بالاستعداد المبكر للعروة الصيفية ومن الآن، ووعدهم بأن يشهد النائب الاول لرئيس الجمهورية عملية الحصاد في أول سبت في مارس المقبل. وتعهد لمزارعي السوكي بتوفير الآليات، وقال لهم انه (مبسوط) لأن مشروع السوكي بدأ الانطلاق بعد تركيب الطلمبات الجديدة بكلفة (6.5) ملايين يورو وانسحاب شركة كنانة من شراكتها مع المزارعين بالسوكي بسبب عدم توفر العمالة. وقال لهم إنه لا يتحدث اليهم حديث السياسة، وانما حديث الواقع والحساب، خاصة وأن المزارع في حاجة أن يكون في جيبه قروش، وانهم يسعون لتحقيق ذلك بزيادة الانتاج في كل المحاصيل الزراعية باستخدام احدث التقانات الزراعية، والالتزام بها، معلنا عن نيتهم جعل مشروع السوكي مشروعا نموذجيا لما له خواص ايجابية تميزه عن بقية المشاريع، منها مساحته المحصورة. واضاف "نريد من السوكي أن يحصد سنوياً من المحاصيل ما قيمته (250) مليار جنيه من غير الانتاج الحيواني"، مبينا انه في سبيل تحقيق ذلك وفر اصنافا جيدة من القطن انتاجيتها (20) قنطارا للفدان، وزهرة الشمس تفوق انتاجيتها الطن للفدان، وأن تنتج حواشة الذرة أكثر من مائة جوال. وطالبهم بمضاعفة الانتاج ليأكلوا ناس الخرطوم، متسائلاً (اذا انتم لم توفروا لهم الحبوب الغذائية، وبكرة قامت مظاهرات نكتلهم ولا نعمل ليهم شنو؟) في تعزيز لأهميتهم في الوقت الراهن. (3) بعد هروب العمالة الوطنية، استقدام عمالة إثيوبية للقيط القطن وتعبئته بمشروع اقدى وفي مطار حاضرة ولاية النيل الازرق الدمازين التقى وزير الزراعة بحكومة الولاية، واتحاد المزارعين، وناقش بصورة عاجلة هموم الزراعة والمزارعين، ووعد بحل المشاكل التي تواجه الزراعة كافة خاصة أن الولاية، من الولايات التي بها مشاكل امنية. ولقد كان تأثير الاحوال الامنية بائنا بينونة كبرى في مشروع اقدي، وعندما حطت طائرة الهيكوبتر بداخله، لم تجد الا عمالة محدودة للقيط القطن وتعبئته في جوالات الخيش، في موسم ناجح في مساحة (30) الف فدان حوالي (20) الف منها تمت زراعتها بشراكة برازيلية، فيما قالت ادارة المشروع المشروع انها استقدمت اكثر من (500) من العمالة الاثيوبية للقيام بالمهمة بعد رحلة طولة من البحث شملت الولايات المجاورة وولايات كردفان، وعجزت عن استقطاب العمالة الوطنية، وانهم في طريقهم لاستجلاب عمالة اثيوبية اضافية، حيث أن المشروع يحتاج الى اكثر من الف عامل موسمي، مع وجود الحصاد الآلي للقطن. ووجه وزير الزراعة بتسريع عملية الحصاد وانهائها قبل نهاية مارس المقبل، متعهدا بتوفير المعينات المطلوبة من الوزارة. وابدى عدم ارتياحه من الموقف وامر ادارة المشروع بتذليل العقبات التي تعترض عمل البرازيليين من توفير عمالة فنيه وغيرها من متعلقات العمل. ومن المتوقع أن تحدث الزيارة حراكاً في عملية الحصاد التي كانت تسير ببطء، فيما الذي فهمته من مشاهداتي وقراءتي للموقف أن المشرفين بالمشروع يعتبرون انفسهم يعملون في مناطق شدة، ولذلك لم يكونوا حميمين في العمل لاعتبار انهم يحتاجون الى امتيازات اضافية تخفف عنهم ثقل العمل، ويظهر ذلك جلياً عندما جاء احد العمال انهم منذ الصباح لم يجدوا جولات الخيش، ولا ماء الشراب الا قبيل قدوم وزير الزراعة، وصار المشرفون يتلاومون فيما بينهم، ويتساءلون هذه مسئولة من؟ الم تكن مسئولية البرازيلي؟ والبرازيلي لا يعرف العربي (مسكين).