رحل تاركاً أدباً تشكيلياً رائعاً وفريداً الموت يغيب (أبو الحسن مدني) عملاق الفن التشكيلي بورتسودان: عبدالقادر باكاش ودعت مدينة بورتسودان أمس علماً فنياً وهرماً اجتماعياً كبيراً بعد مسيرة عطاء امتدت لأكثر من خمسين عاماً شكل خلالها إضافة فنية وأدبية كبيرة بكل ولايات ومدن شرق السودان، رحل (ابو الحسن مدني أبو الحسن) أحد أبرز مبدعي الثغر بعد رحلة عناء طويلة مع المرض شيعته مدينة بورتسودان في موكب رسمي وشعبي مهيب بمقابر السكة حديد، وتوافد لسرادق العزاء بحي المطار الآلاف من أصدقائه ومعجبيه تقدمهم والي البحر الأحمر د. محمد طاهر أيلا، ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون السياسية محمد طاهر أحمد حسين، وأعضاء حكومة الولاية التشريعيون والتنفيذيون وقادة الأحزاب السياسية والمنظمات وأهل الثقافة والإبداع والرياضيون. ويعتبر مدني من جيل العمالقة في الشرق حيث عُرف كأشهر وأعرق ممتهني التصوير الفوتوغرافي والنحت والرسم والتصميم والفن التشكيلي وازدانت بتوقيعه الزاهي أجمل اللوحات والرسوم وحصدت ريشته الراقية عدداً من الجوائز داخلياً وخارجياً وارتبط اسمه بالإبداع وظل حاضرا بريشته التي شكلت بين بيئة المدينة وسكانها تآلفا فريدا من نوعه، تميّز بموهبة فذة ومعتقة أفرزت تجسيد البيئة الريفية وبساطة إنسانها الخلوق في جل لوحات الأستاذ أبو الحسن مدني، فقد أبرز لوحات رائعة عن حياة الناس في الريف كما أبدع في التخليد للحياة الحضرية، أبو الحسن يعتبر هبة النيل للبحر فقد جاء من نهر النيل إلى البحر الأحمر حيث وُلد في عام 1946 وترعرع وتلقى تعليمه الأولي بعطبرة ثم جاء لبورتسودان وأسس للتصوير الفوتوغرافي كأول وأشهر وأعرق مصور فوتغرافي ببورتسودان، مازج بين النحت والتصوير والرسم وفن التشكيل والتحق بمعهد الكليات التكنولوجية، تخرج في قسم الرسم والتلوين. نظم عددا من المعارض التراثية داخل وخارج السودان زانت لوحاته الزيتية أغلب معالم الشرق، أنشأ أول استديو للتصوير الفوتوغرافي ببورتسودان بحي العظمة باسم (استديو البهجة)، وبرحيله فقد الشرق أحد أبرز عمالقة الفن التشكيلي بالسودان. رئيس مجلس إدارة (السوداني) السيد جمال الوالي والمدير العام السيد خالد شرف الدين، ورئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين بلال، ومدير التحرير الأستاذ عطاف محمد مختار وأسرة صحيفة (السوداني) يشاطرون شقيقه الأستاذ نور الدين مدني نائب رئيس التحرير وإخوانه وأبناءه الأحزان في فقدهم الجلل، ويسألون الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء. (إنا لله وإنا إليه راجعون)