ساءني وساء كل سوداني قرار سلطات مطار دبي منع طائرات سودان اير من الهبوط في دبي، بسبب تأخر ما يسمى تجنيا على الوطن والمواطن بالناقل الوطني، في دفع ما عليه من رسوم مطار ووقود، كم كنا نتمنى أن تكتفي سودان اير بالإساءة المترتبة من تلاعبها بمواعيد الإقلاع والهبوط وتردي الخدمات، على أن تحفظ لهذا البلد جزءا من كرامته وسمعته التي تهمنا جميعا. لكن الشركة بمبناها الفخم وكادرها الإداري المتخم بالمخصصات أرادت العكس تماما، أي مواصلة انحدارها الصاروخي إلى قاع الفشل السحيق، كم يا ترى هي المبالغ المستحقة على الشركة في دبي؟ وهل تساوي الخسارة التي حاقت بسمعة البلد؟ لأسباب معروفة تمنعت سودان اير وصمدت في وجه كل دعوات ومحاولات التخصيص والتطوير، هناك جهات أبت إلا أن تظل الشركة هكذا، ناقلا للفضائح والتقليل من شأن البلد، رغم أن السودان مساحة وموقعا وعدد سكان مغر لأي مستثمر جاد شريطة أن يكون شركة طيران معروفة وليس شركة هلامية على نسق مجموعة عارف. وقبل ذلك نقول: لم نكن في حاجة للتفكير في أي مستثمر مهما كان حجمه، لو تطورت الشركة بخطوات ثابتة مثل غيرها، وهنا تطل صورة سودان اير الضحية، ضحية التسييس وانعدام المتابعة وأشياء أخرى نحتاج مجلدا لذكرها. فإلى متى هذا التهاون والاستخفاف بسمعة البلد وإنسانه؟ إلى متى عدم تقدير عواقب بهذا الثقل؟ إلى متى السكوت وحماية زيد أو عبيد ممن يبيعون الكلام المعسول ويطلقون تصريحات مستفزة عند وقوع الكوارث. بشرنا مدير مكتب سودان اير في دبي بأن الوضع سيستمر على ما هو عليه شهرا كاملا لن تلامس فيه عجلات طائرات الشركة مدرج مطار دبي الذي تحط فيه طائرات الأرض كلها الشهير والنكرة منها وجميعها تدفع ما عليها والبديل حسب سيادته مطار الشارقة القريب "بالله شوفو". ولأن المصائب لا تأتي إلا مجتمعة تفجرت فضيحة أخرى بطلتها شركة سن اير التي صرح أحد مسؤليها بأنها الشركة الثانية في البلاد بعد سودان اير " ههههههههههههههه" – ولن أزيد بشأن صن اير حفاظا على ضغط دمي وضغط القارئ الكريم. لا أدري لماذا كل هذا الاستهتار بمجال النقل الجوي المحكوم بالمنافسة والتميز والتهافت لاستقطاب الزبائن والسهر على راحتهم، ألا تأسف سودان اير على الأعداد المهولة من الركاب السودانيين الذين فقدتهم إلى الأبد؟ ألم يحرك فيها ساكنا حجم العوائد التي تدخلها شركات الطيران الخليجية والافريقية من الركاب السودانيين؟ ولماذا هذا "الشوبار" من سن اير لولوج عالم أكبر بكثير من طاقاتها؟ "يا جماعة" ما يجري في قطاع النقل الجوي المدني في السودان مهزلة يجب وقفها حتى إن استدعى الأمر تفكيك سودان اير وبيعها بالقطعة طالما أن هناك جهات تقاوم الحلول وتعادي النجاح وتكثر من الثرثرة. من حقي وحقك -نحن السودانيين- أن تظل رؤوسنا مرفوعة وأن لا نسمع ربع كلمة بحق بلدنا، أو نقابل بابتسامات صفراء من شعوب دخلت عالم الطيران المدني بعدنا بعقود من الزمن، نجحت هي في زمن وجيز في التكيف مع متطلبات السوق العالمي ودخلته من أوسع أبوابه، بينما اخترنا نحن الخروج من أول باب، عيب.