جراحة المناظير.. انتهى عهد (إبر الجراحة) تقرير: وجدان طلحة باكرا توافد الحضور من اختصاصيين وجراحين للمشاركة في الورشة التي اقامها مركز سوبا للتعليم والامتحانات والتي احتضنها مركز الامتحانات بمستشفى سوبا الجامعي بالخرطوم نهاية الاسبوع، حيث انعقدت الورشة الاولى من نوعها في افريقيا والتي استضيف من خلالها عدد من الاطباء والمختصين من داخل وخارج السودان لمناقشة عدد من محاور جزئية (المناظير)، والتى خطا السودان في رحاباها خطوات واثقات وذلك من خلال انشائه للمركز الوحيد في افريقيا لتدريب جراحة المناظير، تلك الخطوة التى جعلته في مصاف الدول الافريقية الباحثة بجد عن التطور، وسبباً ادعى كذلك ليتوافد الحضور للورشة منذ وقت مبكر. كأس افريقيا؟!! البروفسير محمد أحمد الشيخ اختصاصى النساء والتوليد ابتدر الحضور قائلا :( أن هذه الورشة جاءت بالتنسيق مع الاتحاد العالمى لامراض النساء والتوليد وشركة "olympus" للمناظير وجمعية اختصاصى النساء والتوليد ومستشفى سوبا الجامعى، مضيفاً أن الاتحاد قرر إنشاء ثلاثة مراكز تدريبية في مجال جراحة المناظير وتم اختيار السودان كواحد من تلك المراكز وهو الوحيد الذى يتم فيه تدريب الاطباء في افريقيا ككل وتم تحديد مركز التدريب في مستشفى سوبا. وقال بروفسير الشيخ إن مثل هذه الورش تقام ثلاث مرات في العام وتضم بين 10_12 طبيبا على أن يكون اثنان من السودان والبقية من دول افريقيا, وذكر الشيخ أن التدريب يقوده فريقان الاول سودانى والثاني عالمي بقيادة الدكتور سعيد الصالح وصلاح المغربي. تغيير جذري الدكتور صلاح عبد السلام المغربي اختصاصي النساء والتوليد ورئيس جمعية المناظير الجراحية النسائية بالسعودية تحدث عن تطور المناظير وعن كيف تقدمت بعض البلدان في هذا المجال وتناول ايضاً انواع التيارات لاستئصال الامراض النسائية واكياس المبيض وازالة الرحم عند الضرورة ، موضحاً أن المناظير احدثت تغييرا جذريا في نوعية الجراحة، مضيفاً انها ليست منتشرة على الرغم من الاثر الذي لا يذكر عند اجرائها مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية , واردف دكتور صلاح قائلاً إن جراحة المناظير هي التي تسود في المستقبل شئنا ام ابينا. ضمان وتوفير !! اما الدكتور سعيد الساري استشاري جراحة ترميم الحوض والمسالك البولية بالمملكة العربية السعودية فتحدث عن جراحة المناظير النسائية في علم التشريح ذاكراً أن جراحة المناظير اسهمت في علاج المرضى وعلى الشفاء والخروج من المستشفى في وقت قصير والعودة الى ممارسة الحياة الاسرية والعامة في وقت قصير، الامر الذى يؤدي الى توفير تكلفة بقاء المريض في المستشفى لفترة طويلة عند اجراء العمليات التقليدية. وتناول دكتور سعيد ايضاً كيفية تفادي حدوث مضاعفات للمريض الى جانب تناول التقنيات الجراحية في مجال المناظير بهدف اجراء عملية جراحية آمنة. اما بروفيسور عبد اللطيف عاشميق رئيس جمعية اختصاصيي النساء والتوليد فقال إن هذه الورشة تعتبر الاولى من نوعها في السودان وافريقيا وتم اختيار السودان كمركز اقليمي في جراحة المناظير والناسور البولي وتم اختيار مستشفى سوبا لجراحة المناظير, مضيفاً أن اختيار السودان جاء نتيجة لقوة الجمعية ووجود بنيات تحتية مناسبة للتدريب. مراكز أخرى دكتور ماجد صلاح عضو اللجنة القومية المنظمة للورشة ونائب مدير مستشفى سوبا اوضح أن الاستعدادات لقيامها بدأت قبل 6 اشهر وسبقت الورشة اجتماعات مكثفة، مضيفاً أن مركز سوبا للتدريب والتعليم والامتحانات له مقومات لإقامة مثل هذه الورش. بيتر هوكنس من شركة "olympus" ابدى اعجابه بمركز سوبا وتحدث عن اهمية هذه الورشة وتوقع النجاح الكبير لها وقال انهم مستعدون لإنشاء مراكز أُخرى في الاقاليم. مثلت قضايا الصحة وادواتها في السودان خلال السنوات الماضية اهتماماً بالغاً من قبل العديد من شرائح المجتمع، وما بين المطالبين بضرورة تفعيل امثل للكثير من تلك العناصر الطبية، والجراحية، ظل الكل يترقب بشدة بارقه امل في ذلك التطور، وتحديداً في جزئيات تتعلق بالجراحة، ومع دخول جراحة المناظير للسودان قبيل سنوات، لم يتعرف المواطن الا بعد مدة على طبيعة عمل تلك الاجهزة، وبعد أن اقترب منها، ظل ينادي بضرورة تطويرها لكي تسهل الكثير من مداواة الامراض خصوصاً (الباطنية) التى يظل (المنظار) هو المكتشف الاول لعللها، وبالرجوع اكثر لجزئية جراحة المناظير فأننا نجد أن بداية القرن العشرين شهد اجراء اول عملية مناظير باستخدام المنظار التشخيصى لتشخيص بعض الامراض النسائية. وفيما بعد تطورت هذه الجراحة ليتم اجراء اول عملية لاستئصال مرارة في العام 1988م والى الآن مازال تطوير هذه الجراحة مستمرا حتى توقع اهل الاختصاص أن هذه الجراحة ستحل محل الجراحة التقليدية لما لها من ايجابيات كثيرة.