بعد فترة ليست بالقصيرة قضاها اخواننا المناصير فى اعتصام دام لفترة امتدت لاكثر من مائة يوم ..وسط اجواء خطابية واحتفالية ومراسم لزيجتين.. توجهوا الى مشاريعهم بعد ان طووا (صيوانهم) الكبير مهللين مكبرين .. حيث جاء فض الاعتصام بعد التطمينات التى تلقوها من حكومة الولايه وموافقة السيد رئيس الجمهورية على تنفيذ مطالبهم التى تمثلت فى الخيار المحلي والتعويضات ليبدأوا مرحلة جديدة للانتاج. لقد وجد المناصير فى اعتصامهم (التأريخي) دعماً ومساندة من كافة الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.. وتعاملت معهم اجهزة الامن تعاملا حضاريا كما تحلوا هم بالصبر والمثابرة بعيدا عن العنف وسفك الدماء وخيبوا بذلك ظن الكثيرين الذين كانوا يترقبون وفى لهفة تصاعد الاوضاع وما يمكن ان ينتج عنها الا ان المناصير اثبتوا للجميع ان الحقوق يمكن نيلها سلما بعد ان ساد اسلوب الحوار وتعاملت الحكومة مع الموضوع بعقلانية وحكمة. ورغم أن الاتفاق الذى تم يعتبر مرضيا الا ان العبرة فى التنفيذ فعلى حكومة نهر النيل ان تمضي قدما فى وضع بنود الاتفاق على ارض الواقع.. ويبدأوا فورا فى اتخاذ خطوات عملية.. فالمناصير بالرغم من انهم استبشروا خيرا بالاتفاق ولكنهم وضعواعبارات (ان عدتم عدنا) امامهم .. لذا يجب ان لا يكون هناك اي خط رجعة او تراجع عن ما تم الالتزام به من قبل الحكومة التى يجب ان يكون ديدنه دائما التعامل مع الازمات بحكمة لإحتواء ما يمكن ان ينتج اذا تفجرت الاوضاع.. فقد احتوت الجهات المسئولة ايضا ما نتج عن اغتيال عوضية عجبنا باعترافها بالخطأ الذى وقعت فيه الشرطة باطلاق النار وسط حى سكني واصابة مواطنة بدون اي ذنب حيث استطاع المسئولون الذين ادوا واجب العزاء امتصاص ثورة الغضب التى اجتاحت الحي ومواطنيه واهل القتيلة بعد ان التزمت الجهات المسئولة بمحاسبة كل من يثبت خطأه واعترفت بل وطالبت بسحب البيان الذى تم سحبه فعلا. ان التعامل بعقلانية مع الاحداث دائما ما يفضى الى نتائج ايجابية ويعمل على حقن الدماء التى وان بدأت تسيل لن تتوقف ويخسر الوطن والمواطن الكثير.