عرف المجتمع الرياضي بأنه يمثل أجمل صورة في التعاضد وهو الذي تنطبق فيه مقولة (رب أخ لك لم تلده أمك) وتتفوق فيه العلاقة بين الأفراد أحيانا علاقة الدم والرحم رغم وجود بعض الذين يخرجون أحيانا عن منظومته وهم من الذين أتوا بالأبواب الخلفية لتحقيق أهداف شخصية. وقدمت الحركة الرياضية في مختلف المجالات أجيالا تفوق الملايين من الذين مارسوا اللعبة أو التدريب أو الإدارة أو التحكيم أو أي من الأوصاف رحلوا عن دنيانا بعد أن أدوا دورهم وكثيرون منهم طواهم النسيان ودفنت سمعتهم معهم في القبر ولكن هناك من رحل ولكنه ظل بين الناس بأعماله وإنجازاته وتضحياته التي تمثل إرثا كبيرا ولا شك أن من بين هؤلاء السيد عبد المجيد منصور ابن الحركة الرياضية وابن الهلال الذي يتم تأبينه اليوم ونعلم أن فراقه مر بعد أن بكاه الجميع لأنهم عرفوا خصاله وأعماله وتضحياته. اليوم وكعادة الأوفياء في بلادي من أبناء الهلال يقام حفل تأبين بداره بحي الفردوس بالخرطوم وهي بلا شك مباردة تؤكد عظمة أبناء الهلال الذين يعرفون قدر الرجال ويقدرون مواقفهم ويعرفون جيدا أن الراحل كان واحدا من أعظم الذين تصدوا لمسئولية العمل الإداري بنادي الهلال ووضع بصمة واضحة في مرافق النادي العريق وتميز عهد رئاسته بكثير من الإنجازات نذكر منها على سبيل المثال صعود الفريق الى نهائي بطولة الأندية الافريقية أبطال الدوري 1992 وإعادة تأهيل الاستاد وبناء مقصورة جديدة بجانب نجاحه في مفاوضة السلطة بإضافة القطعة الشرقية للإستاد. أعرف الراحل عن قرب بحكم سكنه في الطائف بجوارنا في تلك الفترة حيث كان منزله عامرا ومفتوحا لكل الرياضيين كان يصرف على الهلال وعلى الرياضيين صرف من لا يخشى الفقر وكان يقدم التسهيلات والمساعدات من خلال رئاسته للبنك الإسلامي السوداني ثم البنك الأهلي ويشهد له الصيارفة أنه من المتميزين في العمل المصرفي. جاء الراحل عبد المجيد منصور للهلال وهو في ريعان شبابه ومن الأثرياء وغادره وهو بلا قدمين وبقلب تبارى الأطباء في تشريحه وقدم أروع مثل في الصبر على المصائب فقد كل ثروته وباع منزله وغادر الدنيا فقيرا ولكنه غني بأعماله تاركا أسرته تحت رحمة المؤجرين وهم أمانة للمجتمع الرياضي الذي نتمنى أن يقدموا يد العون لأسرته ليردوا جزءا يسيرا مما قدمه الفقيد للرياضة. التحية لأبناء الهلال الأوفياء ولأصدقائه في المجتمع الرياضي على هذه اللمسة ونسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وأن يلهم أسرته الصبر وحسن العزاء. (إنا لله وإنا إليه راجعون).