وطننا السودان جميل، هيأت له وفيه كل الأسباب التي تؤدي للسعادة والحب وهما أساس الراحة المتكاملة فلا حياة بلا سعادة وحب. جغرافياً وهبنا خيرات طبيعية جمة أرضاً ومناخاً وماءً وكنوزاً مدفونة وغيرها مما لا يمكن أن يحصي.إجتماعياً حظينا بتآلف وتكافل ونسيج اجتماعي متجانس ولولا استغلال البعض لهذه المزايا الحميدة بصور خاطئة لما برزت كثير من الرزايا والعلل والتي أثرت كثيراً في نخاع ومناهل مجتمعاتنا كما نرى ونسمع ونطالع في كثير من وسائل إعلامنا، وقد أسهمت المؤثرات الخارجية في ذلك ولعل أبشع ما نالنا من ذلك انفصال أراضي الجنوب تأثراً بماديات هادمة ونوايا خبيثة سرت في بعضنا كسريان النار في الهشيم وأكرر لولا سوء الاستغلال لنوايانا ومبادئنا لما أفلح كائن في النيل منا عذاباً وتشريداً وتشتتاً ولما استنزفت مواردنا في رتق جراح مجتمعاتنا ووطننا، فوق ذلك كله يأتي تدهور التعليم مع ظهور بعض الظواهر السالبة والتي لم تكن مألوفة في حياتنا إلى عهد قريب كما تشهد صحافتنا على ذلك في كل يوم. رغم كل ذلك يبقى السوداني الأصيل صاحب الفكر السديد والمبادئ السليمة أساس ونواة انتشال مجتمعنا كما آل إليه ومعولاً هداماً لكل دخيل وشاذ. اليد الواحدة لا تكفي لتحقيق الأغراض المنشودة فلابد من أياد تساندها وتشد من أزرها لننعم بوطن سعيد وخير كثير وهنالك كثيرون ينتظرون السند والتأييد من مجتمعاتنا في سبيل تقدم مجتمعاتنا ولأجل عزتنا وكرامة إنساننا ووطننا لا من باب النفاق فللصدق أبواب إن توافرت النوايا الحسنة. ربما من يقول: "أتركوا الجثث تشبع موتاً" أو"خذوا الأمور كما هي، لا كما ينبغي أن تكون" حتى لا جثث ولا ما ينبغي وربما قد يقال غير ذلك، ولكن ما يجب أن نؤمن به هو الإخلاص والمبادرة إلى إصلاح أوضاعنا الاجتماعية الراهنة فعلي كل منا أن يدلي بدلوه في المجال المناسب له خاصة في مجال الكلمة والكلمة أمانة لا ينبغي أن يموت الإحساس في سبيل وصولها للناس. الناس في وطننا لو صفوا النوايا وتفاكروا حول حلحلة مشاكلنا بصدق وإخلاص للنهوض بالوطن وإرضاء الله- أولاً- فسيصلون لمقاصد نبيلة وإذا لم فسيكون النبش في جسد الحياة والأحياء هو الديدن ولا معصوم ولا خال من عيب إلا صاحب العصمة. وعين الرضاء عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوئ فلنخلع عنا نعرات الملك والطوائف لتحقيق الرفاه والسعادة والحب في مجتمعاتنا ولأجل إنسان بسيط ينتظر منا أكثر مما نتوقع ويتوقع. لنحارب جميعنا الإنغلاق على الذات "الأنا" فالمجتمع من حولنا في حاجة لنا وفي كل المناحي، المساجد، البيوت، المدارس وستبقي الكلمة أمانة وحياة لنا أو لغيرنا فلا ينبغي أن تغتال الكلمة بمبررات هزيلة النوايا السليمة ستشق طريقها رغم العقبات والمتاريس. وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق وطن بالفيه نتساوي نحلم نقرأ نتداوى مساكن كهرباء وموية تحتنا الظلمة تتهاوى رحم الله الأستاذ وردي