ما لي أرى طبول الحرب وعبارات التحدي والوعيد بالطرد من البلاد ما تزال هي السائدة..؟ ما لي أرى مخالفة صريحة لروح الشرع والدين الذي يدعو الى الخير والتسامح وحب الناس والعدل والمساواة بين الناس؟.. ما لي أرى البعض يدعو الى مجتمع الكراهية والشك والريبة..؟ الجنوبيون ليسوا كلهم حركة شعبية ممن يكرههم دعاة الكراهية والتعالي والحروب والتطرف الديني الذي يخالف شرع الله الذي يدعون اليه، فشرع الله ليس في مجرد تطبيق الحدود على المخالفين لبعض حدود الله.. شرع الله أساسا هو الإيمان بالله وملائكته وجميع كتبه ورسله.. هو العدل.. هو الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. هو الصبر.. هو القول الحسن والفعل الحسن (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ)... شرع الله ألا نأخذ بعض ما يعجبنا من أحكامه وتوجيهاته ونترك الآخر مما أمر به من البر والإحسان للغير وعدم ظلمه.. انه منهج متكامل للبشرية جمعاء، فالله هو رب العالمين وليس رب المسلمين وحدهم.. لماذا يريد البعض أن ينسف فرصة لبناء ثقة بين شعبين ودولتين متجاورتين خلقهما واختارهما الله للجوار هكذا منذ الأزل ولم نختارهما بمحض ارادتنا لحكمة يعلمها هو وليبلونا ماذا نفعل أنكون دعاة للخير والسلام أم للشر والحرب؟.. إن الحريات الأربع فرصة لبناء ثقة لحل بقية الخلافات المستعصية ولمشاكل السكان في منطقة التمازج ولها فوائد جمة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا على المدى البعيد اذا أعطيناها فرصة للتطبيق ورعيناها حق رعاية وبالعكس سيتضرر الشماليون في الجنوب اذا نسفناها ولديهم مصالح اقتصادية كثيرة في الجنوب وهناك حالات مصاهرات كثيرة، فلماذا نقطع ما أمر الله به أن يوصل؟!.. أرجو من دعاة الحرب والكراهية أن يعيدوا فهمهم للشريعة. عيب يا عثمان وهويدا فوجئت بنشر صحيفة "التيار" وصديقي المهندس عثمان ميرغني للتحقيق الذي أجرته الأخت هويدا سر الختم حول مقتل مكي الناس، فهذا التحقيق نشر في صحيفة "السوداني" عندما كنت رئيسا لتحريرها قبل أعوام وكان السبب عندما طلبت من هويدا التحقيق حول ثاني عملية اغتيال لصحفي في السودان وذلك عندما نشرت إحدى الصحف أن اغتيال الشهيد محمد طه هو أول اغتيال لصحفي، وشرحت لها الواقعة وأعطيتها بعض المعلومات والمصادر للتوسع فيها ولكن كنت أتوقع – من ناحية أعراف المهنة الصحفية بل الجانب القانوني والأدبي - أن تشير الصحيفة والمحققة إلى ذلك وعلى الأقل من باب الوفاء وبعد أخذ الأذن من رئيس التحرير الأستاذ ضياء الدين.