1/ كنت أكتب سلسلة بعنوان (زيارة جوبا!) وأجتهد في لملمة الآراء لإقناع الحكومة بإفساح المجال للتعبير الشعبي خاصة من (مساجد الجمعة) لتخرج هي في ربيع الرفض ... ولكن (غارة جوبا!) ستخرج المساجد في ربيع الحرب ... انتهى الدرس ... أحرقت قوات سلفا سفن المفاوضات وجعلت أعقل العقلاء يردد ... العدو أمامنا والبحر وراءنا..! في هذا السياق المرير دعونا نتساءل من الذي يدفع إرتريا وإثيوبيا باتجاه الحرب مرة أخرى ... والسودان وجنوب السودان ... وكينيا منشقة بين كيباكي وأودنغا مجددا والأول من الكيكيو والثاني من اللو ... والصومال مستمر في التمزق .. والجيش الكيني دخل المستنقع الصومالي مجددا لملاحقة الشباب ولكنه فشل والجيش الإثيوبي يقدم خطوة ويؤخر وفي ذهنه ذكريات تدخله السابق المرير جدا ... والتنافس بين كينيا ويوغندا على جنوب السودان يؤدي إلى هزيمة ساحقة ليوغندا ولكنها تمكر وتمكر .... إنه (القرن الإفريقي الجديد) مخطط ما بعد الفوضى الخلاقة ..! 2/ الشيوعي المخضرم سليمان حامد حتى الآن هو الأوفر حظا من جراح الجهاز الهضمي الشفيع الخضر ... الثاني لم يشفع له تقدمه الفكري ومقالاته العميقة وإنتاجه الغزير ومقبوليته لدى النخب خارج الحزب ... سليمان هو الذي قدمته اللجنة المركزية للحديث بدلا عن نقد في أيامه الأخيرة والأمر محسوم ولا عزاء للشباب ..! 3/ الدولار قفز إلى أربعة جنيهات في جوبا خلال اسبوع ... وفي الخرطوم مستقر في خمسة في السوق الموازي (اسم الدلع للسوق الأسود الذي هزم الصادق المهدي) ... أقترح بتسمية السعر الحكومي الرسمي بالموازي لأنه الفرع وليس الأصل ... وبعد نشوب الحرب مجددا ستصبح أربعة وخمسة مجرد ذكريات سيبلغ الدولار أربعين وخمسين ... هل يا ترى حديثي هذا مشروع لخروج شعبي الشمال والجنوب عن (النص السياسي) المفروض عليهما؟! 4/ قبل الهجوم على هجليج كانت زيارة جوبا تكاد تؤدي لانقسام الرأي العام داخل الحزب الحاكم. وقبلها بفترة أدت توترات جنوب كردفان والهجوم على بحيرة الأبيض إلى خفوت الأصوات التي دعت فجأة إلى تكوين الحركة الإسلامية لحزبها والخروج جماعيا من المؤتمر الوطني .... الأمور كانت ستنحدر نحو الانقسام الثالث في الحركة الإسلامية بعد انقسام شيخ صادق ثم الرابع من رمضان ... والبشير كان يتحدث عن نهاية عهد التمكين مما فسر البعض بتقليص نفوذ الحركة الإسلامية ... والشيخ علي دشن مصطلح الجمهورية الثانية والدولة المدنية مما فسره البعض بإنهاء الحقبة العسكرية ... لكن (عبقرية) المعسكر الغربي قادت لتوحيد الوطني والحركة الإسلامية والجماعات وجبهة الدستور الإسلامي ومنبر السلام العادل تحت (لواء الردع) وستقود الحرب الجديدة إلى عودة المؤتمر الشعبي للصف الموحد رغم أنف كمال عمر ... والأمة والاتحادي والقبائل العربية والإسلامية في حزام السافنا من السنغال إلى الصومال ... وشباب الربيع العربي من الإخوان والسلفيين والجبهة الإسلامية في الجزائر .... (العبقرية) تتحدث عن الفوضى الخلاقة ونسيت أن الخالق هو الله ... وهو الذي بأمره لا بأمر الكونغرس ستسير الأمور ..!