كشفت القوات المسلحة عن حشود عسكرية لقوات الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان والحركات المتمردة الأخرى جنوب هجليج بغرض الهجوم على منطقة هجليج مرة أخرى، في وقت كشفت فيه عن تصديها لهجوم من قوات الجيش الشعبي على منطقة تلودي بجنوب كردفان، وأعلن والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون تصدي القوات المسلحة للهجوم بجسارة وفدائية ومنعهم التقدم نحو منطقة تلودي، وكشف عن تمكن القوات المسلحة من طرد آخر جندي من (أم دوال) صباح أمس، وتوعد بتلقينهم درسا مماثلا لدرس هجليج، وأضاف: "سنخوض معركتنا حتى النصر، وهؤلاء المرتزقة والأوباش إلى زوال بإذن الله" . قتل النساء والأطفال وقالت القوات المسلحة في بيان لها: فلول البغي والعدوان ما زالت تواصل محاولاتها اليائسة لزعزعة أمن واستقرار المواطنين الأبرياء بولاية جنوب كردفان، وأوضحت أنه خلال الساعة السابعة من صباح أمس قصفت فلول المتمردين التابعين للجيش الشعبي مدينة تلودي بالمدفعيات دون مراعاة لحياة المواطنين الأبرياء وذلك بغرض الهجوم والاستيلاء على المدينة، وقالت القوات المسلحة إن هذا القصف العشوائي أدى إلى ترويع المواطنين الأبرياء وقتل عدد من النساء والأطفال، وأكدت أن المعارك استمرت منذ الساعة السابعة صباحاً حتى السادسة مساءً وتمكنت القوات المسلحة من صد المتمردين وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأكدت استيلاءها على دبابتين ت 55 وأعداد كبيرة من الأسلحة الصغيرة والرشاشات، وهربت فلول المتمردين لتجمع قواتها في مواقع أخرى بإصرار ودعم من قيادة الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان لمواصلة هجماتها على مدينة تلودي. وحذر البيان دولة جنوب السودان من أن ما تقوم به من مؤامرات ونشاط عدائي لا يقود إلا إلى توسيع نطاق الحرب وزعزعة أمن المواطن في الدولتين، وأكد البيان أن القوات المسلحة التي ما زالت تبذل التضحيات وتصد عن البلاد فلول المعتدين هي الآن في أعلى حالات استعدادها لردع كل من تسول له نفسه المساس بتراب هذه الأرض. نسف التفاوض واتهم هارون في حديثه لبرنامج مؤتمر إذاعي الذي بثته الإذاعة القومية أمس، عبر الهاتف من كادوقلي، رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بنسف جهود وفد التفاوض بأديس أبابا بين البلدين كلما توصلوا لنقاط متقدمة حول القضايا العالقة بينهما، وقال: "سلفا بات مثل الثعبان في لعبة السلم والثعبان، وما إن توصل طرفا التفاوض إلى نقاط متقدمة إلا وخرج سلفا ونفث سمومه"، مستدلاً بنكوصه عن التوقيع بالوثيقة التي أعدتها الوساطة في آخر لحظة بينه والرئيس البشير بأديس أبابا مؤخراً، بجانب نسفه اتفاق أديس الإطاري الذي وقع بين البلدين مؤخرا بإعلانه احتلال الجيش الشعبي منطقة هجليج، وتابع: "لكن بإذن الله سينقلب عليه سمه يوما ليتجرعه وحده"، مؤكدا أن ضرب هجليج بتدبير محكم من قبل سلفا بغية احتلالها، مؤكدا مقدرة القوات المسلحة على السيطرة على الأوضاع وتنظيف جيوب التمرد من الولاية، وقال: سنخوض معركتنا حتى النصر "وهؤلاء المرتزقة إلى زوال، لأنو الممطورة ما بتخاف من الرش" مبينا وجود معضلة حقيقية داخل كابينة قيادة حكومة الجنوب تتمثل في وجود مجموعة متنفذة داخل حكومة الجنوب تحاول تعزيز مواقعها من خلال تأزيم الأوضاع مع السودان بالإضافة إلى أن بعضهم لم يستطع الانتقال من قادة حرب عصابات إلى رجال دولة. ابتداع الأخطاء في السياق أكدت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد العوض تمسك الحكومة بالسلام، وقالت: نحن نبحث عن مصالح شعبنا لذا نتعامل بمسؤولية، وأضافت: حاولنا إدارة علاقاتنا مع دولة الجنوب بدرجة من الحرص والاهتمام بمصالح البلدين، لكنها عادت وقالت: "يبدو أن سلفا مبدع في ارتكاب الأخطاء" وتابعت: "سندافع عن أرضنا وسيادتنا بذات القوة التي شهدها العالم خلال الأيام الماضية وليس لدينا ما نخسره" مشددة على أن ميزان القوة في صالح الحكومة بكافة أشكالها (عسكريا واقتصاديا)، وشددت على ضرب كل من يحاول المساس بأرض وسلامة البلاد بيد من حديد، وأضافت: "سنرد الصاع صاعين" واعتبرت أن المخرج الوحيد لحكومة الجنوب للاستقرار يكمن في إقامة علاقة جيدة مع السودان وشككت في مقدرة الجنوب في الدخول في حرب شاملة وطويلة المدى مع السودان وعزت ذلك لضيق يدها المالي ونكوص الجهات الداعمة لها عن الإيفاء بالتزاماتها.