هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته المسجد في قلب المعركة !!!... كل أو جل مساجد السودان تناولت في خطبة الجمعة الأخيرة من جمادي الاول الموافق 13/ أبريل المنصرم والجمعة التي تلتها الإعتداء علي هجليج الجريحة ، وموقعها من الدين والعزة والكرامة .. ولعمري أن هذا يمثل قمة الوعي الحضاري ، وقمة التدين المطلوب ، ويؤكد الرسالة السامية للمسجد في توعية وتعبئة الأمة أمام المخاطر ، وهذا ماكان يقوم به سلفنا الصالح ، منذ عهد المصطفي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسانٍ إلي يوم الدين؛ لان المسجد هو الجامع لكل انشطة الأمة السياسية والعسكرية والثقافية والرياضية وغيرها من الأمور التي تهم الامة .. ومصابٌ بقصر النظر الفكري من يظن أن المسجد للصلاة فقط ، ويعتبر هذا من علل التدين التي انتقلت لنا من الامم السابقة ؛ حيث عنده الكنيسة وغيرها من المعابد لايجوز أن يُمارس فيها نشاط غير صلواتهم المزعومة !! ، ونحن امة جُعِلت لنا الأرضُ مسجداً وطهورا – نصلي متي ما أدركتنا الصلاة ، ومساجدنا منارات للأعمال الخيرية ، ومراكز للتدريب العسكري ، ومكان للتطبيب والتداوي ، ومراكز لصناعة القرار السياسي وهي منارةٌ حضارية تمد الامة بالخير المادي والفكري ... وأجمل مافي إعلامنا المشاهد والمسموع والمقروء تناول ماجرى في خطب الجمعة خصوصاً أحداث هجليج بالتحليل والنقد والتوضيح ، وهذا بدوره يجعل التلاحم القوي بين الدعوة والإعلام ، ولعل جل الجامعات السودانية بها كليات للدعوة والإعلام ، والقرآن الكريم ماذكر الدعوة إلا وذكر معها الإعلام ... وجملة "البلاغ المبين" تعني تكامل الدعوة مع الإعلام كما أوضح العديد من الفقهاء في هذا المجال ؛ لان البلاغ هو الدعوة والإبانة تأتي من قبل الإعلام والله تعالى يقول في كتابه العزيز :" وما علي الرسول إلا البلاغ المبين " ويقول للمصطفي صلي الله عليه وسلم :" وحرض المؤمنين علي القتال"... وهذا فعل دعويٌ تعبوي ٌإعلاميٌ محض !!.. وماقام الرسول صلي الله عليه وسلم في مطلع الهجرة المباركة ببناء المسجد الشريف قبل كل القرارات والممارسات التي تسهم في بناء الدولة الوليدة ؛ وذلك لما للمسجد من بعد حضاري ومكانة دينية ، وهو بيت الله الذي يستضيف كل العباد الصالحين المصلحين ،والمولى عز وجل هو الكريم الذي يكرم ضيفه ويحسن إليه ويمده بالنصر المبين "وما النصر إلا من عند الله " وأرفع شهادة بالإيمان هي شهادة الامة المسلمة للرجل الذي يرتاد المساجد ويعمرها ..." إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان " أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم... ولعل الدعاء هو أمضى الأسلحة في حرب الفجار والمعتدين ... "والدعاء هو العبادة " وبدر المعركة الفاصلة بين الإيمان والكفر ، وبين حزب الرحمن وحلف الشيطان ، كان الرسول القائد صلى الله عليه سلم يدعو المولى عز وجل والدموع تسيل مدرارةٌ من مُقلتية الطاهرتين ، والرداء يقع من كتفه الشريف ، وينادي ربه .." إن لم تَهلًكَ هذه العصابة لن تُعبَد في الأرض... اللهم نصرك الذي وعدت ..." والأمم التي تعيش من أجل الأفكار والغايات الساميات جديرةٌ بالبقاء ، وقمينةٌ بأن تقود الأمم الأخرى وما يُحمد لكثيرٍ من مساجد السودان دورها الكبير في طرح القضايا الجوهرية والمحورية للامة المسلمة وكم من المساجد تتناول قضية القدس الشريف – والتي ترزح تحت نير اليهود الماكرين –بأبعادها العقدية ومكانتها في الإسلام - هي القبلة الأولي وثالث الحرمين الشريفين كتب فيها الكتاب ، وخطب من أجلها الخطباء ، ونظم الشعر من أجلها الشعراء ... القدس يالقدس يا أرض الفداء ياثالث الحرمين ياأرض الفداء آليت أجعل منك مقبرة العِداء ذقت الردى إن لم أعد لك سيدا طعم الردى دون الحياة مشردا كانت ومازالت بعض المساجد في السودان – ولكنها أقل بكثير من العهود الغابرة - يخطب فيها خطباء غير مواكبين ، وغير مؤهلين ؛ تجد منهم من يتحدث في الخطبة عن قضايا خلافية وفرعية ،وفرعية الفرعية ، والأمة يطحنها الخلاف ويمزقها الشقاق ، ويهددها ذهاب الريح، ويتربص بها العدو من كل الإتجاهات ، ومنهم من يقيم المعارك على المنبر بين إخوةٍ في العقيدة ؛لاختلافٍ في الفروع والإجتهادات ، ومنهم من يقتل أخيه في العقيدة والمصير في سبيل نصرة وجهة نظره الخاصة – ولعل ماحدث في احتفالات المولد النبوي الشريف قبيل أشهر خير دليل - والأمة في أمس الحاجة لكل قطرة دمٍ مسلمة ، لتطهير الأرض من دنس اليهود وأعداء الأمة والإنسانية ...فالمسجد في العهود الخيرية كان المحضن الأساسي للثورةِ والنهضةِ والتقدم ، والمحرض الأول للأمة في عملية الفداء وصد العدوان ، ولم شمل الأمة ؛ وماسمي المسجد بإسم "الجامع " إلا لأنه يجمع الأمة على صعيد واحد لمجابهة التحديات ،ويصطف الناس في عدلٍ ومساواةٍ تامةٍ لافرق بين غنيٍ ولافقير ،ولاكبيرٍ ولاصغير ،ولا أميرٍ ولاغفير ولسان الحال يقول :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ... إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى ألوانكم إنما ينظر إلى القلوب التي في الصدور "...الربط بين هجليج والقدس تعززه المواقف الطائشة لدولة الجنوب الوليدة – ولادةٌ مشوهة سياسياً- والتي اتخذت إسرائيل كعبةً تحج إليها قبل كل دوله ، وتعمل معها علاقات دبلوماسية - حتي قبل ولي نعمتها أميركا – لأن دولة الجنوب تنفذ الأهداف والاطماع الإسرائيلية في المنطقة واتجاه السودان بالحرف الواحد .. فالحماقة التي ارتكبتها حكومة " سلفا – مشار- باقان " ستكون عواقبها وخيمة ؛ لان الشعب السوداني لايعتدي على أحد ، وإذا اعتدى عليه أحد فستكون عاقبته لايعلم مداها إلا الله ، وسلفا الذي يسخر من المجاهدين بالأحراش والثعابين يعلم علم اليقين أنهم يقاتلون الدبابات بصدور عاريه ، وتفر منهم كتائب الباطل كما تفر الحُمُر من القصور ، فليراجع التاريخ حاكم الجنوب - المتصهين أكثر من الصهاينة ،وليتذكر معارك توريت وجبال نيربنق ، وفقيري، وكاجوكاجي، ومولي، وأفوي وأشوا، وساندرو ، وخور كاربيتو، وجبل ملح ،وتلشي، والبونج ، وسالي ،وشالا ... فدولة مساجدها في قلب المعركة لن تهزم مهما تعالت صيحات الباطل وكثر عدة وعتاد المعتدين وشعب كأنه يردد مع المقاتلين: أخي إنني ما سئمت الكفاح ولا انا القيت عني السلاح فإن طوقتني جيوش الظلام فإني علي ثقةٍ بالصباح سأثر لكن لرب ودين وأمضي على سنتي في يقين فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين .... عادت هجليج إلى حضن الوطن بعد ملحمة بطولية تذكرنا بمؤتةً واليرموك بعد العدوان الغادر الذي تعرضت له من قبل عصابة الحركة الشعبية – التي تحكم دويلة جنوب السودان ، وجيشها الشعبي الأثيم ، وبعض مرتزقة دارفور ،وفلول العمالة من بقايا الحركة الشعبية قطاع الشمال خلال الأيام الفائتة ؛ حيث كان الشعب السوداني كله في قلب معركة الكرامة في مواجهة هذه الدويلة - العميلة لأميركا وإسرائيل !!! والكل ينادي بعد الفتح المبين ، والنصر العزيز بتوجيه ضرباتٍ موجعة لمفاصل هذا الجيش الفوضوي المارق ولهذه الدويلة المسخ ...