غريبة الدنيا..وغريبة كرة القدم التى صارت اليوم لاتعرف (الوفاء).. وأصبحت تماماً مثل إية وظيفة (حكومية) تنتهى بفرضية أسمها (المعاش)..وأقول هذا الحديث وأنا اشاهد فريق الهلال يقوم بإحالة نجمه الاول وقائده الخلوق (هيثم مصطفى) للمعاش الإجباري، واتحسر والله، على حال هذا النجم الذى كان قبل اشهر قليلة انشودة على شفاه الجماهير الزرقاء، وتحول ب(فعل فاعل) إلى لاعب لاتعرف التشكيلة له إسماً..!! وسؤال بسيط للسادة في فريق الهلال..ماذا فعل هيثم مصطفى ليجني كل ذلك الجحود والنكران..ماهي الجريمة التى ارتكبها ليتجاهله الفريق بتلك الصورة المستفزة..وماهو الذنب الذى اقترفته يداه- والتى لم تحمل سوى سبحة- حتى يصفه البعض بأنه (دجال) و(بتاع حركات)..!! بل وهل يستحق نجم مثل هيثم مصطفى أن يعامل بتلك الطريقة الاستفزازية، والتى لايتعامل بها لاعب في (رابطة ناشئين).؟ اسئلة عديدة اعلم تماماً أنه لا أحد يستطيع الاجابة عليها، ولايستطيع كذلك أن يبرر الاسباب الحقيقية التى جعلت من (هيثم) مابين ليلة وضحاها (رمزاً للتمرد)، بعد ان كان رمزاً للاخلاق وللقيادة، وواجهة جذابة لفريق اسمه الهلال السوداني.! أما المثير في الموضوع فهو الصمت الذى تمارسه الجماهير الهلالية تجاه القضية، ورفض الكثيرون التعليق على الموضوع بإعتبار أنه (شأن فني)..وهكذا يصبح هيثم (فجأة) شأناً فنياً..!! وهو الذى اطرب الهلال بفنه وافنى شبابه وعمره كله في بلاطه دون أن يقول (أحي). لاتقولوا أنها فرصة لخلق بديل لهيثم..فهذا التبرير خجول وقاسي جداً خصوصاً على اللاعب واسرته، لأن خلق بديل للاعب لايكون بإعدام (الاصلي)، بل بالتدريج، وذلك وفاء وعرفاناً لذلك (الاصلي) الذى قدم ولم يبق لنفسه شيئاً..ولاتقولوا أنه قرار المدرب.. لأن المدرب ربما يعرف هيثم مصطفى في الحاضر، ولكنه لايعرف عطاءه في الماضي، ولايعرف شيئاً عن تضحياته من اجل الهلال، وتحامله على مرضه ومرض افراد اسرته الكريمة، من اجل الهلال الذى يعتبره اسرته الاولى و..الكبيرة. لاعلاقة لنا بهيثم مصطفي من قريب او بعيد.. ولكن لأن الكلمة أمانة نقول هذا الحديث، ولأن عطاء (هيثم) يشفع لنا ان نكتب ونكتب حتى يصل صوتنا إلى جمهور الهلال الذى يبدو أنه لايزال تحت تأثير (بنج) البطولة الافريقية، والتى سيصحو منها قريباً، ويعود ليبحث عن قائده الذى تجاهله في عز حاجته له، ولن يجده لأن نفس ذلك القائد الذى تجاهلته الجماهير سيكون قد اصابه الاحباط واليأس وبالتالي لن يفيد البكاء على (البرنس) المفقود. جدعة: شكراً للمريخ وهو يضرب اروع الامثلة في كيفية التعامل مع تاريخ لاعبيه-وليس حاضرهم- وفيصل العجب قيثارة الكرة السودانية لايزال يجلس داخل القلعة الحمراء معززاً مكرماً، بالرغم من ان اداءه قد تراجع، ولكن التاريخ يشفع له بالبقاء حتى يقول بلسانه: (خلاص).. وهكذا يجب التعامل مع النجوم التاريخيين، فليس في كل زمان نجد (العجب) و(هيثم).! شربكة اخيرة: هيثم مصطفى..والله مابتستاهل..!!