* ما من مصيبة تحل بقوم إلا وكانوا جميعاً قد تأثروا بها، بمثل طاعون العصر (الايدز) الذى ضرب دياراً، لم يسلم من وبائه المجتمع الذي أباح الرذائل، وشرع لممارسة الفجور والترخيص لأوكار البغاء. * وبما أن الخير يخص والشر يعم، فإن خير هذه الأمة قد خص الله به الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأكاد أجزم بأن بلادنا قد أفاء الله عليها وعلى أهلها بخير عميم، جنبها الشرور بفعل فاعلين، وبقدرته التي لا تضاهيها قدرة ولا تضارعها مشيئة، إذ أن مشيئة الله قد قضت بأن ينحسر وباء الايدز القاتل في حزامٍ أفريقي، فطالب من هم يحبون الانتساب لذلك الحزام بأن ينفصلوا عنا برغم أننا لم نكن من الراغبين فى ذلك، بحكم العاطفة الجياشة، ولكن ليس بالعواطف يسوق الله الأقدار. * والمصائب التي تتلاحق بوتيرة متسارعة، في بلدانٍ مجاورة لنا كثيرة، لم ينلنا قسط منها، برغم كثافة كيد الكائدين، وتآمر المتآمرين، وحقاً فإن ربَّ ضارة نافعة، وربَّ ابتلاء يعقبه فرج، وربَّ ضيق تأتي بعده السعة، ويتحقق النصر المبين. * وفيما لو عقدنا مقارنة بابتلاءاتنا، والبلاء الذي ينزل كالسيل الجارف على الآخرين، لهانت علينا كل الابتلاءات، ولما كففنا طرفة عين عن التسبيح والحمد والشكر لله الواحد الأحد الديان. * وتصوروا بأنَّ بلاد أفريقيا في معظمها، تعاني من أمن مضطرب، ونهب مسلح، وعصابات تسرح منذ غروب الشمس وحتى شروقها، إلى درجة أن هناك تعليمات صريحة بالفنادق توضع داخل غرف النزلاء، تحذرهم من الابتعاد عن مقر الفندق والحفاظ على الحياة بتسليم كل المقتنيات وما فى الجيوب من أموال، إذا دوهموا في طريق أو شارع من قبل اللصوص وشبكات الإجرام. * وكنت أظن بأنَّ الفنادق في تلك البلدان أكثر أمناً من الشارع العام، ولكن الإحصاءات تدل على أن حتى الفنادق والمستعمرات السكنية المحروسة بالأمن، هي ليست بمنجى من النهب والقتل وفقاً لما تفصح عنه الإحصاءات. * وأما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تلك الدولة التي تباهي دول العالم بأجهزة استخباراتها وشرطتها الفدرالية، فإنها من أكثر الدول التي تثبت سجلات الشرطة فيها، بأن ثمن القتل والاغتيال قد لا يتعدى دولاراً واحداً، وفي أحسن الفروض عشرة دولارات أو قل من مائة. * ويكفى بلادنا أمناً واستقراراً بأن كفانا الله شر ما لحق بالغرب من تدمير للأسرة، وتشتيت لشملها، أما ما حدث بشأن اختلاط الأنساب ورواج الرذيلة حتى تحولت إلى نشاط تجاري تعمل له كبار بيوتات رأس المال، فهى مصيبة يندى لها جبين كل إنسان. * وإننا نعيش في نعمة، لو علموا بها لجالدونا عليها بالسيوف ويا سبحان الله الذي جعل المصائب تجتمع فيمن أصيبوا بأمراضها. * والحمد لله أولاً وأخيراً على نعمة الإسلام والأيمان ، بأن جعلنا الله من ضمن خير أمة أخرجت للناس.