زمان كانت كل الأسر تتقارب، المستوى والحياة بسيطة ورغم ذلك كان الأبناء لهم رغبة حقيقية في التحصيل والدراسة.. ويومنا هذا تطورت الحياة وأصبحت الأسر البسيطة في وضع أحسن ورغم ذلك فإن غالبية الأبناء لا رغبة لديهم في التحصيل، والمدارس والجامعات عندهم أمر تقيل على نفوسهم فما هو السبب ياترى؟ وجدتني أبحث في هذا الأمر ومن بين كل الدراسات التي اطلعت عليها أعجبتني مادة في هذا الموضوع للمعالج النفسي الدكتور محمد حسن غانم الذي يرى أن الأبوة فن لايتقنه كل الآباء وعلاقة الأب مع ابنه تحمل بعدا ثقافيا ودينيا وأخلاقيا... وللدلالة على دور الأب في حياة أي طفل نذكر ما كتبه الأديب المسرحي الانجليزي صمويل بيكت مخاطبا أباه:"إذا لم تحبني فلن يحبني أحد في الدنيا بأسرها، وإذا لم أحبك فلن أحب أحدا أبدا"... يرى هذا المعالج النفسي أن اختلاف الأبوين هو أخطر شيء يؤثر على تنشئة الأبناء ولم أندهش لحديثه لأنني قد قرأت هذه المعلومة مرارا وتكرارا فما يمر بالصغار يظل راسخا بأذهانهم وينعكس مستقبلا في تعاملاتهم مع الآخرين.. إن الأب والأم هما القدوة أمام الأبناء في السلوك والتصرفات... أطرف ما قرأت أنه قد تم إنشاء مدارس لتعليم فن الأبوة فقلت في قرارة نفسي: في مجتمعنا نغض البصر عن أشياء صغيرة ولكن كبيرة في مردودها... بل إن بعض الأسر إذا انتقدت تصرفا لابنهم أو ابنتهم قد يحضر الواحد فيهم ويجادل المعلم أو المعلمة إذ أنهم يرون أن ابنهم لا يخطئ "ومثل تلك المشاجرات حدثت معي شخصيا في مجال التدريس"...! أذكر عندما كنا في المراحل الدراسية كنا نخاف المعلمين خوفا من حضور أولياء أمورنا وتعرضنا لعقابهم القاسي إذا أخطأ أحدنا.. إن التربية الحقة هي التي تبتعد عن العشوائية... ولا رأيكم شنو؟