الرسالة الأولى: أسطر هذه الرسالة لك لأني أعرفك عن قرب وأعرف أولادك الأوفياء "السلطان حسين" وتمتد معرفتي إلى أحفادك الذين عشت وسطهم أيام طيبة ويعرف ذلك السلطان حسين وكانوا بمثابة إخواني وأولادي، أرى في عيونهم مستقبل الجنوب وأشجار الأبنوس الشامخة وأشتم فيهم رائحة أويل المعطاة التي تعطي أشجار المانجو بكرم وتوجها يهب الأرز وحتى أيوانف ومركز الجيران.. أويل مدينة يجب أن تكون باريس الجنوب لما فيها من إنسان عشت معه في مجال التعليم ومعي محمد المصطفى ومدارس منظمة الدعوة ووزير التربية آنذاك فصديقى السلطان البينو مضان الذي تراه يتجول بين الناس بدون كلفة من أجل شعب الجنوب لك هذه الرسائل وأنت سلطان سلاطين بحر الغزال وابن السلطان الكبير اتيور. الرسالة الثانية: أنت سيد الحكمة وتعرف أن الحرب لا فائدة منها وخاصة في جنوب السودان قد طال زمنها وقضت على الأخضر واليابس وشردت إنسان الجنوب وحتى طبيعة الجنوب الساحرة توحشت وتركتها الحيوانات البرية التي كانت مصدر دخل كبير، ولكنها الحرب التي لا ترحم وإن كانت هناك مرارات فيجب الصفح والعفو والحكمة عند السلطان سيد الموقف. الرسالة الثالثة: أتت أهل للحكمة أقول لك إن شباب الجنوب قد تضرروا من الحرب كثيرا وخاصة في مجال التعليم ويجب الانتباه لهذا الأمر بالنظر إلى أطفال اليوم الذين هم أمل المستقبل وحكام الجنوب بعد 25عاما تحت قيادة السلام. لذلك تجب رعايتهم تحت ظل سلام كامل شامل وإن كانت هناك مرارات فمن الحكمة التنازل من جهة الكبار أمثالكم عشان عيون الصغار حتى يعيشوا زمانهم هذا ويتعلموا لأن العالم في تطور لا يتوقف لأحد وهذه أمانة في أعناقكم أنتم قادة الجنوب وأنت سلطان كبير والتاريخ يحفظ لك الكثير من مركب السلام وحدك اتوير. الرسالة الرابعة: أنت أخبر مني بأراضي الجنوب من حيث الزراعة وأن أرض الجنوب بكر لم تزرع حتى الآن وعندكم مناخ تزرع فيه جميع المحاصل من ذرة وخضراوات ولكم بحيرة لزراعة الأرز تمتد من مدينة أويل حتى شمال ملكال "دا كنز" أما عن أشجار الفواكه فهي غابات من المانجو والموز والجوافة والأناناس "يا ناس" فقط ينقصها السلام والإدارة حتى تقوم المصانع لتعليب الفواكه وعن أشجار التك والابنوس ومصانع الأثاثات أقول لكم انتبهوا أنتم محسودون من يوغندا التي كلما رأت حربا ببلدكم أوقدتها. الرسالة الخامسة: السلطان عبد الباقي أعلم أنما يدور في الجنوب يزعجك وأسرتك لأنك سلطان سلاطين بحر الغزال ولك رأي مسموع في الحكومة واسمح لى أن أحدثك عن الثروة الحيوانية في الجنوب، أبقار وضأن وماعز تغطي الشمس لو وقف صوت البندقية المؤلم لأن المرعى متوفر والماء وعن الثروة السمكية فهي متوفرة في أنهاركم الخصبة وزد على ذلك الحيوانات البرية التي زحفت تجاه يوغندا من فعل الحرب لا ينقصكم شيء إلا السلام وأنت أهل لذلك وقد تقدم عمرك فيجب أن تعمل من أجل السلام واستقرار الجنوب المستهدف. الرسالة السادسة: إن اختلفت الرؤية حول البترول نقول لك إن حكومة سلفاكير استلمت البترول جاهزا وهذا ليس كل بترول الجنوب فيجب الاستفادة منه في صناعة المعادن الأخرى من ذهب وحديد.. و... و الجنوب غني بمصادره المعدنية فلا تعرقلوا مسيرة الجنوب والدول التي تناصركم مثل يوغندا وإسرائيل وأمريكا هدفها هو تخريب الجنوب لأنه "جنة" وبلد غني بكل الموارد ويمكن أن يطعم كل أفريقيا، يا سلطان أنتم محسودون والله. الرسالة السابعة: تواصلكم مع السودان الشمالي لا بد منه وأنت تعرف المعاملة التي وجدتموها في الشمال أيام الحروب ولا أريد أن أدخل في التفاصيل فكل الدول المجاورة لا تحترمكم مثل الشمال، وبعد الانفصال اصبحت وحدودكم الشمالية كبيرة وفيها قبائل تمازجت وتصاهرت ولو تم السلام والاستقرار فسيعود التبادل التجاري والاجتماعي والتعليم بين البلدين بالمصالح المشتركة بين البلدين وأنت صاحب الرأي السديد. الرسالة الثامنة: العلاقات الاجتماعية يجب تواصلها بين البلدين ونعلم أن هناك عوائل تصاهرت وأنجبت بذورا فيجب مراعاة ذلك، ولي سؤال: لماذا تتدخل الدول الأجنبية دائما في مشكلة الجنوب والشمال إن السبب هو أن السودان الكبير دولة زراعية وصناعية وبترولية لذلك لا يريدون لها الاستقرار، ويا سلطان رأيك كيف؟ الرسالة التاسعة: ثقتي كبيرة وأنت سليل الدينكا وعموم سلاطينها أن تتسلح بالحكمة والدراية وتنقذ بلدك من حرب دامت خمسين عاما وذقت مرارتها وقد تضرر منها شعب الجنوب والشمال وكل السودان وعائد الحرب يرجع ثمنه سلاحا ومالا للغرب ونحن نجني الموت والدمار والتشرد والنزوح ويخيم علينا الجهل والفقر والمرض البؤس. أين الحكمة يا سلطان عبد الباقي؟ التوم الغدير- أبوقوتة