يعتبر فن الكاريكاتير من الفنون الأصيلة جدا وذات الصلة المباشرة بالعمل الصحفي والكاريكاتير (بالفرنسية: Caricature) هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً. والكاريكاتير اسم مشتق من الكلمة الإيطالية كاريكير (Caricare)، التي تعني يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق، والتي كان موسيني (M0sini) أول من استخدمها، سنة 1646. وفي القرن السابع عشر، كان جيان لورينزو برنيني Gian Lorenzo Bernini))، وهو مثّال ورسام كاركاتيري ماهر، أول من قدمها إلى المجتمع الفرنسي، حين ذهب إلى فرنسا، عام 1665. وفن الكاريكاتير فن قديم، كان معروفاً عند المصريين القدماء، والآشوريين، واليونانيين. ويعتبر قدماء المصريين هم أول من تنبه إلى هذا الفن الذي يحقق مآربهم في السخرية والتعريض بالحاكم وكل ذي سلطة مستبدة، فكان الفرعوني يستخدم الحيوانات والرموز البسيطة للتعبير عن رأيه الحقيقي في أصحاب العروش، ففي إحدى (القفشات) القديمة نرى تصويرًا كروكيًّا لصراع بين القطط والفئران، ويدور ملك الفئران على عجلة حربية تقودها كلبتان ويهجم على حصن تحرسه القطط، ولم يكن هذا بالطبع من فراغ، فلا بد لموقف هام أو أحداث جمَّة وقعت رأى فيها الفنان أن الأعداء أو غيرهم من صغار الشأن قد تجرأوا وحاربوا من هم أقوى منهم، بل من هم أكثر منهم منعة وحجماً. وكان الرسام المصري القديم يُظهر عيوب مجتمعه أملاً في إصلاحها، فعلى إحدى هذه القفشات نرى رسمًا لفرس النهر وقد جلس فوق شجرة عالية بينما يحاول النسر الصعود إليها بسلم. وفي السودان ظل الكاركتير يلعب دورا كبيرا في نقد الظواهر السالبة في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي مجالات الفنون والثقافة وباختصار شديد في كافة مناحي الحياة. ولعل أبرز نجوم هذا الفن في بلادنا الراحل عز الدين عثمان ومن أبرز الموجودين حاليا هاشم كارورى ، نزيه احمد عثمان ،أمين امام، عبد المنعم حمزه، علي الدويد، عاطف الحاج (ودالحاج)، فايز احمد الحسن وأضيف إليهم التشكيلي الراحل عمر جاد الرب، وبطبيعة الحال فإن هنالك أسماء أخرى مميزة. ومعروف أن فن الكاركتير يزدهر في الأنظمة الديمقراطية ويموت في ظل الحكم الشمولي، وكان لأستاذنا كاروري ملف مفخخ من الأعمال الكاريكتيرية يطلق عليه اسم ممنوعات رئيس التحرير وأيام الرقابة القبلية كانت صفحة الكاريكاتير هي الصفحة الأولى التي يتم الاستيلاء عليها، ومعروف أن هناك العديد من الرسامين دفعوا حياتهم ثمنا لأعمالهم الكاريكتيرية ولعل أبرزهم الرسام الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وفي الفترة السابقة تناقلت وسائل الإعلام تفاصيل تعذيب رسام الكاركتير السوري علي فرزات. ويلاحظ الجميع تدهور هذا الفن في الصحافة السودانية الموجودة اليوم، ويعود ذلك الى ضيق هامش الحريات ، وابتعاد الكثير من الناشرين ورؤساء التحرير عنحقل الألغام الذي يدخلهم فيه رسام الكاركتير، وأصبحت معظم الصحف تعمل على إجبار رساميها على التجمد او الاعتزال، يضاف الى ذلك ضعف موهبة العديد من الذين ولجوا هذا المجال مؤخرا.