يختلف الفنان الراحل (نادرخضر) تماماً عن كل الفنانين في السودان، فهو مهذب لدرجة ان الخجل يصيبك وانت تتحدث اليه، ومتواضع جداً وتشهد على ذلك معاملاته مع الناس... يتحدث اليك بثقافة ودراية ودبلوماسية عالية حتى انك وبصراحة (تستخسره في الفن)- مع احترامنا للفنانين- وتتمنى ان يجد مساحة اكبر منه للاستفادة من قدراته الكبيرة. لم نسمع في يوم ما..ان (نادر خضر) أطلق تصريحاً (مشاتراً).. ولم نسمع أنه مقبوض داخل (حراسة)، ولم تأتنا الاخبار عن مهاجمته ل(فنان زميل) على الصحف اليومية، ونظل نسمع بالمقابل عن جديد اغنياته التى كان يحب طبخها بهدوء، فالشاب لم يكن يتعجل المكاسب المادية، ولا الشهرة الطاغية، بالرغم من ان شهرته تعدت الاسقف المحددة لفنان شاب. مات (نادر) وترك في القلب جرحاً لن يندمل قريباً..رحل (حبيبو) وكان بدري عليهو..ودعنا بإبتسامته العذبة الصافية والنقية والخالية من (الرياء) وغادر..فارقنا (فجأة)..وما اصعب ان يرحل الاعزاء عنا (فجأة)..تماماً كما الاطياف..و... نادر...كيف تفارق..وتمشي ترحل..؟ مازلت اذكر جيداً تلك الحلقة (الساخنة) التي استضاف من خلالها الصحفي (هيثم كابو) الفنان (نادر خضر) قبيل سنوات، والتى جاءت عبر سلسلة برنامج (محاكمة)، ذلك البرنامج الذى كان الضيوف يخرجون من استديوهاته وهم في حالة من الغضب الشديد- هذا إن لم يعتد بعضهم على كابو- وعندما تمت استضافة الفنان نادر خضر خلال البرنامج، أشفق الكثيرون على (نادر) بحجة انه (مسكين).! ولكن بعد نهاية الحلقة وقف الكل وهو يصفق ل(نادر) الذى أحرج (كابو) وحاكم هو (الصحافة الفنية)، دون ان يخرج عن طوره أو حتى يظهر بوادر انفعال، برغم اسئلة (كابو) الساخنة جداً. جدعة: بصراحة (نادر خضر) فنان (يفرق غيابه) داخل الساحة الفنية، اتعلمون لماذا.؟ لأنه فنان (مثقف)..وأن يموت فنان (مثقف) فتلك كارثة..وأن يعيش فنان (جاهل) فتلك كارثة اكبر، خصوصاً في ظل ساحة فنية تعاني من (جهالة مزمنة)..ولاحول ولاقوة الا بالله. شربكة اخيرة: (نادر خضر)..فعلاً إنتا ما(زول دنيا).