في ليلة رائعة.. ابتسم فيها القمر.. وأنصتت النجوم لمعانيها.. وصفقت الأمواج جذلاً وحبوراً.. لمقاصدها.. كانت أنشودة (أنا سوداني) و(بلدي بلد الخير).. ترسم ملامح وقسمات القيم السامية التي تسربلت بها تراب الوطن.. وحقاً.. أن لا حياء في السياسة.. ولكن تواثق الشعوب ومعاني الحياة الكريمة الرحبة.. هي الفيصل في مد جسور التواصل.. والدبلوماسية الشعبية هي الترياق لعمق العلاقات السامية النبيلة التي تزدهي بحسن الجوار وتبادل المنافع. وفي دار المخلص البهيج كان التكريم يستنطق مدلولاته سعادة وعافية ونقاء وكان الوفاء يرسل الدوذنات في صولة (ديل أهلي).. وكان الاحتفاء يسطع بالجوهر والحقائق والأشعة الساطعة.. وكان التقدير يبعث الدهشة اعترافاً بالفضل.. وكان العرفان يسابق قرص الشمس في اطلالتها البهية.. والحدث نفسه لم يكن مجرد تظاهرة.. ولكنها حزمة رسائل.. في زمن تداعت فيه عناصر السلوك الإنساني.. وفي زمن افتقد للدفء والتحنان وحسن المعشر.. وفي زمن فارقت فيه المشاعر إحساسها المرهف.. وتبلدت فيه العواطف إيماءً لعنصر السرعة فيه.. وكثرت فيه (الرتوش) و (المساحيق) و(الفلاشات التي لا وميض لها) و (أنا لا أكذب ولكن أتجمل). وكانت الاحتفالية بدعوة كريمة من اتحاد المخلصين والذي (يعتبر من أنجح منظمات المجتمع المدني.. وأكثر الجهات فعلاً في ترقية المهنة.. وأفضلها مواكبة لإيقاع التجارة الحرة) حيث جسدت الدعوة العطاء الحي المثابر لاتحاد وكلاء التخليص الذي يضوع بألق الحس الوطني وقيم الخير المتجذرة الراسخة والتضحية والتفاني والإيثار والرغبة في خدمة الآخرين من خلال قيمة يندر أن يجود بها الزمان وعبر أفق وأسع ورؤية سديدة وقراءة فاحصة ظلت هي مفتاح وخارطة طريق لتحقيق الآمال والتطلعات وصولاً للغايات السامية والأهداف المرتجاة. وكان في الدعوة العامرة بالمحتوى والمتدفقة بناتج الثمار تفاعلات في توقيت يقف فيه الوطن الذي كان واحداً.. شاهداً على ما آلت إليه الأمور.. وبدلاً من أن يحقق الأقتسام مزيداً من الترابط والحنين.. كانت الفئة الحاكمة في الجنوب تتنكر لكل ما قدمه لها السودان في طبق من ذهب.. وبدلاً من توحيد الخطى.. كانت تدق أسفين التناحر والعداء والبغضاء.. وتمارس بعنجهية غير مسؤولية ولا راشدة التعدي الجائر الحاقد.. لذا فإن احتفالية اتحاد المخلصين بتكريم (السيد بيتر آورات آدور) وزير الإغاثة وإعادة التعمير السابق ومدير دائرة جمارك البحر الأحمر الأسبق وعضو اتحاد وكلاء التخليص.. كانت غير مسبوقة.. وكانت ذات شجون.. وكانت عامرة باصطفاء القيم.. وأن العلاقة مع شعب الجنوب هي علاقة أزلية.. وأنهم أخوة لنا.. ونحن نكن لهم كل الخير والمحبة.. وأن تصرفات حكومة الجنوب.. لا تستطيع أن تزيل أو تمحى الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين.. وأن (السيد/بيتر آورات آدور) سيكون سفيراً للدبلوماسية الشعبية.. وسيكون حمامة سلام.. ليحكي بصدق عن قوة علاقة الشعبين.. وصفاء النفوس ونقاء السريرة وكريم الخصال.. وكان الحضور مفعماً بالسعادة العفوية الصادقة.. والمشاعر الكريمة المتوهجة والتي هتفت من أعماقها (نحن شعب واحد).. وأن العلاقات الإنسانية واحترام التجارب وأجب لا يضاهيه واجب.. وأنه شيء مجبول فينا بالفطرة.. وأن ما قدمه (بيتر آورات آدور) خلال فترة عمله والتي اتسمت بجليل الأعمال وثراء الخبرة وعمق التعامل الإنساني ستظل محفورة داخل الوجدان وستكون بلسماً لترهات تصرفات حكومة الجنوب.. التي أصبحت رهينة ومخالب قط لقوى الاستكبار الشريرة التي لا تريد للشعوب أن تنهض. وعدد السيد عبدالله حسن عيسى رئيس اتحاد وكلاء التخليص مآثر المحتفى به في كلمة بليغة مؤثرة عانقت الأبنوس والباباي ووصف السيد عبدالقادر أبو علي مستشار مدير عام هيئة الموانئ البحرية المحتفى به بأنه ثروة في الخبرات العريضة وبأنه مستودع لحسن العلائق وتكامل الأدوار وثمن اللواء شرطة جمارك الحاج الإمام قسم الله مدير دائرة جمارك البحر الأحمر الجهود التي قام بها المحتفى به في الجمارك وقال إنه نعم الأخ ونعم الصديق ونعم القائد الإداري الناجح... وعبر المحتفى به عن شكره الخالص للتكريم وحيّا إنجازات اتحاد المخلصين وقال إنه سيكون خير سفير لعودة العلاقات لطبيعتها. ومرت اللحظات الجميلة سريعاً وكانت ساعات الفراق دليلاً على مكانة المحتفى به وحب الآخرين له وعبر التكريم أثبت اتحاد وكلاء التخليص بأنه رائد في أدوار المبادرات وأن عضويته ذات حس وطني عالٍ وأن داره ستكون رئة ومتنفساً لانفعالات ونبضات الوطن. ولتمضي مسيرة هذا الاتحاد الرائد والمتميز بكل خطى من أجل مهنة مواكبة للتقنيات والتطور.. ومن أجل تفاعل حقيقي مع قضايا الولاية والوطن والتي حقق فيها الأتحاد قصب السبق بما قدم من جليل الأعمال.