الأشجار كما تمنحنا الظل... تمنحنا كذلك الخضرة والجمال والروعة التى تتزين بها جنبات المنازل والشوارع... وعرفت النيمة عند أهلنا البسطاء بأنها ضل للبيت وصيدلية للقرية ، لذلك كان كل منهم يوليها عناية خاصة ويهتم بزراعتها والمحافظة عليها ، لأنها تجمع الأسرة ، ويلتف حولها الأطفال، بحيث صارت لهم اشبه بالملاذ الآمن والبقعة الحنينة التى لاغنى عنها... (1) (السوداني) التقت بالخبير الزراعي الباشمهندس ادريس بشير، وسألته عن (النيمة)...فقال: "للنيمة فوائد كثيرة ، من فوائدها أنها تدخل فى صناعة الأثاثات المنزلية والأعلاف والوقود، ولها بعض الخواص العلاجية، ويضيف أنها تتحمل كل الأجواء ، ليس لها ضرر، وتنمو بسرعة مذهلة اذا زرعت فى فصل الخريف، ويطلق عليها الشجرة (السحرية)، ويقول ادريس ان المستخلص من اوراقها يتم جمعه وتجفيفه ويحرق بالنار وبذلك يكون طاردا للذباب والباعوض. (2) وتضيف الاستاذة سماح عن شجرة النيمة وتقول: النيمة ذكرتني البيت والأهل وقعدة القهوة ، والنيمة شجرة جميلة وتضيف: "نحن نتناول وجبة الفطور تحت ظلها الوارف الممتد، ومن بعد الفطور نقعد فى جلسة اسرية وسط اواني القهوة ونشتم رائحة البن التى تقطع مسافات طويلة"، وتقول: "نحن هناك فى القرية نشتم رائحة القهوة ونقول: (الله فلانة قامت على قهوتها) والتى بالتأكيد تكون تحت ظلها الوريف". (2) وتقول مروة ربة المنزل ان النيمة شجرة جملية لكن تجعل ربة المنزل فى حالة نظافة على طول ( ممسكة بالمكنسة) وتعاني بشدة من أوراقها التى تتساقط داخل فناء الحوش الواسع، وتقول: طالبت في عدد من المرات بقطعها لكنني لم اجد من يوافقني على قطعها، وتضيف: (بالجد أنا تعبت من النظافة). (3) برغم ارتباط النيمة الوثيق بالمجتمع السوداني إلا اننا نجد ان معظم الأغاني السودانية قد خاصمتها خلال سياقها..حيث تناولت عدد من الاغنيات مختلف انواع الاشجار وتركت النيمة برغم ارتباطها الكبير، حيث نظم الشعراء مختلف القصائد في (السيسبانة والعنبة وخلافها).. بينما وجدت النيمة تجاهلاً كبيراً لم يكتشف سره حتى هذه اللحظة.