تباعدت مواقف وفدي التفاوض في أديس أبابا أمس بعد إصرار كل طرف ببدء المفاوضات بملفات معينة، في وقت دفعت الوساطة الإفريقية بمسودة توفيقية مساء أمس وطالبت الوفدين بدراستها والرد عليها اليوم، كما أمهلتهما سبعة أيام أخرى للتوصل لاتفاق، وأبلغت مصادر مطلعة (السوداني) أمس، أن الآلية الإفريقية طلبت من كلا الوفدين رفع مقترحات حول كيفية تنفذ القرار الإفريقي الأممي (2046)، حيث قدمت اللجنة الثلاثية المصغرة رؤيتها لرئيس الوساطة ثابو أمبيكي نهار أمس وأضافت المصادر أن أمبيكي قام بدراستها وعرض على كلا الوفدين مسودة توفيقية تتعلق بصياغة خارطة التفاوض وطلب أن يردا عليها اليوم، وتمسك وفد السودان ببدء المباحثات بالملفات الأمنية والانتقال بعدها إلى القضايا التي تحددها دولة الجنوب، فيما أصر وفد دولة جنوب السودان على البدء بما أسماها "الملفات السياسية"، وأشارت المصادر إلى أن الآلية الإفريقية حثت الطرفين على إسراع الخطى للدفع بالقضايا نحو الأمام خاصة أنه لم يتم التفاوض حول المسائل العالقة حتى الآن، وأوضحت لكلا الوفدين أن جولة المفاوضات الحالية لن تتعدى عشرة أيام – مر منها إلى الآن ثلاثة أيام – وأبدت تفاؤلها بأن تنتهي الاجتماعات الإجرائية بأسرع وقت ممكن. من جهته قال عضو الوفد الحكومي د. مطرف صديق في تصريحات صحفية بأديس أمس إن السودان قدم مقترحاً بضرورة أن يبدأ التفاوض بحسم الملفات الأمنية بواسطة اللجنة العسكرية الأمنية من الجانبين لإفساح المجال لبقية اللجان الخاصة بالحدود والنفط والتعاون التجاري والاقتصادي باعتبارها ملفات تتوقف على الاستقرار الأمني بين الجانبين مشيراً إلى أن الجولة الحالية تعمل للخروج بوضع جدول التفاوض قبل الشروع في بحث تفاصيل القضايا العالقة.من جهته قال عضو وفد جنوب السودان دينق ألور إن الجولة الحالية ربما تقتصر على الاجتماعات الإجرائية لتحديد أولويات التفاوض التي تضمنها القرار الأخير. وأشار إلى أن المشاورات ماتزال جارية بين الطرفين للاتفاق على جدول موضوعات التفاوض.