فرغت الوساطة الأفريقية من اعداد مسودة توفيقية مساء أمس وتسلمها وفدا التفاوض بغية دراستها وابداء الرأي حولها ومن ثم عند اجازتها من قبل رؤساء الوفدين تكون خارطة طريق للمفاوضات بين الوفدين ، بينما عزا الجيش وجود قوات شرطية بأبيي لحماية حقل دفرة النفطي. وكانت اللجنة الفنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان وبحضور الوساطة الافريقية قد عقدت اجتماعا مطولا صباح امس بفندق راديسون بالعاصمة الاثيوبية، تناول فيه الخبراء المقترحات الاولية التى رفعها الطرفان للوساطة حول رؤيتهم لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2046 وخارطة طريق الاتحاد الافريقي . وحسب وكالة السودان للانباء فان الوساطة والخبراء تناولوا بصورة تفصيلية ونقاش مستفيض كل من المقترحين وقررت الاطراف بعدها ان تقدم الوساطة مقترحا توفيقيا يكون خارطة طريق لمستقبل التفاوض . وأبلغ عضو وفد الحكومة مطرف صديق الصحفيين امس، أن السودان قدم مقترحاً بضرورة أن يبدأ التفاوض بحسم الملفات الأمنية بواسطة اللجنة العسكرية الأمنية من الجانبين لافساح المجال لبقية اللجان الخاصة بالحدود والنفط والتعاون التجاري والاقتصادي باعتبارها ملفات تتوقف على الاستقرار الأمني بين الجانبين. وأوضح أن الجولة الحالية تعمل للخروج بوضع جدول التفاوض قبل الشروع في بحث تفاصيل القضايا العالقة. وأعرب مطرف عن تفاؤله في التوصل الى اتفاق على الأجندة خلال وقت وجيز، مشيراً الى أنه حال الاتفاق على جدول التفاوض فستتواصل الاجتماعات للدخول في تفاصيل الموضوعات. من جهته، قال عضو وفد جنوب السودان دينق ألور لقناة الشروق، ان الجولة الحالية ربما تقتصر على الاجتماعات الاجرائية لتحديد أولويات التفاوض التي تضمنها القرار الأخير. وأشار الى أن المشاورات ماتزال جارية بين الطرفين للاتفاق على جدول موضوعات التفاوض. وفي الخرطوم ، قال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني نافع علي نافع ان الأولوية للتفاوض للوفد السوداني تركز على الملف الأمني. وعبر في تصريحات صحفية عقب اجتماع المكتب القيادي لحزبه عن أمله في أن تتوصل اللجنة المشتركة لوفدي البلدين الى مقترحات تفضي الى تقريب وجهات النظر. إلى ذلك رحب مجلس الأمن الدولي بانسحاب القوات المسلحة من منطقة ابيي لجهة انه يعمل على خلق علاقات جيدة بين الخرطوم وجوبا ، وطالبهما بتنفيذ ماتبقى من اتفاقيات. وقال مندوب السودان في الاممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي ل»الصحافة» عقب جلسة مغلقة لمجلس الامن مساء امس، ان المجلس رحب بانسحاب الجيش من ابيي مايؤكد ان الخرطوم تمضي قدما في تنفيذ القرار 2046 الذي صدر من مجلس الامن اخيرا. وعبر دفع الله عن ارتياحه لترحيب مجلس الامن بعملية الانسحاب لانه يؤكد ان الخرطوم تنفذ التزاماتها بشكل جيد. واعلنت القوات المسلحة اكتمال عملية اعادة انتشارها خارج حدود ادارية ابيي بحضور قائد قوات «يونسفا» ومراقبون من الجيش الشعبي وفرق المراقبة العسكرية المشتركة. وقال المتحدث الرسمي الجيش الصوارمي خالد سعد ل»سونا» ان هنالك قوة من الشرطة قوامها 169 فرداً بقيت في الادارية بتسليح الشرطة العادي الذي يمكنها من اداء مهامها لحين تكوين شرطة الادارية التي تقررها اللجنة الاشرافية المشتركة. واضاف الصوارمي ان القوات المتواجدة داخل حقل دفرة بادارية ابيي هي قوات شرطة خاصة لحماية الدائرة الداخلية وليس الخارجية في حقول البترول بموجب اتفاقية خاصة مع الحركة الشعبية. واكد ان عملية اعادة الانتشار تمت بحضور قائد قوات «يونسفا» وفرق المراقبة العسكرية المشتركة بمن فيهم مراقبون من الجيش الشعبي. ووفقا للمتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي ان بان كي مون «دعا حكومة السودان الى سحب كل شرطتها المسلحة» من ابيي بعدما اكد جنود حفظ السلام في المكان امس انسحاب الجيش من ابيي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد مروح «ليس لدينا حاليا ولم يكن لدينا ابدا في السابق اي شرطي في ابيي». واضاف «كان لدينا فقط الجيش ولقد سحبناه».