"..." أستاذي في مجال التعليم وأستاذي في الكتابة وهو يعامل الجميع معاملة طيبة، إلا أنني سمعت منه رأيا غريبا، هو أقرب ما يكون "للقوالة" بلغتنا الدارجية إذ إنني سألته عن رأي المحيطين في القلم النسائي فإذا به يسر إلي أن بعض أبناء آدم يرون أن أية فتاة كاتبة هنالك من يكتب لها. وأن بعضهم يستخف بكتابة الفتاة إذا وجدها قد وضعت صورة جميلة له! وجدتني أفكر في هذا الأمر كثيرا عزيزي القارئ. إنه اعتقاد شائع أن المرأة السودانية ليس لها دور في المجتمع وهذا يتضح حتى في المثل السوداني "المرة كان بقت فاس ما بتكسر الراس". أن نحكم على الآخرين بالمظهر الخارجي أمر قد يجعلنا نظلم البعض وهنا أذكر قصة سمعتها تتلخص في أن شاعرا مخضرما من أهل وطننا الغبش ذهب لزيارة صديقه صاحب الشركة الفخمة وما أن نظرت السكرتيرة السطحية التي تهتم بالمظاهر إلى صاحبنا الأغبش حتى تركته يقف دون أن تهتم لأمره، وقف طويلا ثم انصرف، وبعدها خرج المدير يسألها عن الحضور إذ إنه يتوقع حضور صديقه الأستاذ المبدع فأخبرته أن رجلا أوصافه كذا وكذا يقف هناك، فما كان منه إلا أن طردها من العمل معه، عفوا "ما دايرين تشكرونا" ولكن يجب أن يعترف "البعض" بكل عمل جميل وأن نتناسى من يكون صاحبه وفي نهاية الأمر المرأة المتعلمة سواء كانت زوجة أو شقيقة أو أخت فهي تفيد المجتمع ومن ثم سوداننا الحبيب.