العرسان الجدد..هبوط (اضطراري) في بيت النسابة. تقرير: فاطمة خوجلي يمثل الزواج العقبة الأولى أمام الشباب في ظل الأوضاع الراهنة، فلا يكاد شاب يقدر على تأمين متطلباته بنفسه، نظرا للاحتياجات الكبيرة التي يتطلبها، الأمر الذي يتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب، وإيجارات البيوت، وارتفاع تكاليف البناء، وغلاء المهور، وكثرة متطلبات المعيشة، وتعد أسعار العقارات السكنية إيجاراً وتملكاً هي المعضلة الأكثر صعوبة التي تقف أمام الشباب المقبل والباحث عن الزواج؛ في ظل قلة القدرة المادية التي تلبي بالكاد بعض النفقات الأساسية للزواج، من هنا يفكر بعض الشباب الإقامة في بيت عائلته سواء في جزء مفصول أو غرفة خاصة به وبزوجته، إلى أن يستطيع إيجاد المكان المناسب لإمكاناته المادية ويستقل بيته الخاص - وبحسب تعبيرهم -، فإن ذلك هو الخيار الوحيد الذي فرض عليهم حالياً. تناقش (السوداني) خلال هذا التقرير فكرة السكن مع أهل الزوج أو الزوجة مع عدد من الشباب والشابات كواحدٍ من الحلول لأزمة ارتفاع أسعار الإيجارات وفي ظل الظروف المعيشية المرهقة. فماذا قالوا؟ فخ الغلاء: في البداية أوضح الموظف مهند محمد أن الكثير من الشباب يرفضون بشكل قاطع السكن في بيت الأسرة، إلاّ أن الواقع اليوم يفرض عليهم هذا الحل الوحيد بعد أن تفاقمت أسعار الإيجارات وتكاليف المعيشة، مشيراً إلى أن المسألة في النهاية تتوقف على القدرة المادية للشباب ومدى تفهم الفتاة وأسرتها لظروفه، مقترحاً إيجاد تسهيلات لسكن الشباب الذين ما يزالون في بداية مشوارهم الوظيفي، متذمراً من غياب التصنيف والسقف المحدد لأسعار العقارات التي باتت تؤرق المتزوج، وغير المتزوج، مؤكداً على أن أسعار بيوت الإيجار تخطت حدود المعقول، وأوقعت الشباب في فخ الغلاء دون وجود حلول عاجلة لهذه الارتفاعات العشوائية والمزاجية. حكم الظروف: وذكر الأستاذ إبراهيم أحمد مدير الحسابات بإحدى الشركات الخاصة، أن الظروف إذا استحكمت على الشاب، ولم يستطع استئجار بيت فلن يكون هناك حل أمامه سوى اللجوء إلى السكن مع الأهل، لا سيما إذ كان البيت كبيرا، ويمكنه أن يضمن شيئاً من الخصوصية وعدم التدخلات بحياته الزوجية، مبيناً أن الكثير من المؤشرات تؤكد أن موجة الغلاء في الإيجارات في تزايد يوماً بعد آخر، وهذا التزايد سيشكل أزمة كبيرة للشباب الذي يعاني من قلة دخله وعدم توفر إمكانية السكن حتى مع أهله، لافتاً لأن تأجيل الزواج لن يكون نهاية المشكلة بل بداية مشاكل ربما تكون أكثر تعقيداً. عين العقل: الشاب إيهاب محمد عبد الله وصف سكن العرسان الجدد مع أهاليهم بأنه (عين العقل) والحل المتاح في ظل ما نعانيه من ارتفاعات متلاحقة في الأسعار، مضيفاً: الزواج بالنسبة للشباب هو الاستقرار والاستقلال ولا يوجد من لا يرغب بالعيش في منزل مستقل يكون هو فقط المسؤول الأول والأخير عن إدارة أموره ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، مشيراً إلى أن صدمة أسعار الإيجارات قضت على أمانيه، كونه يتقاضى مرتبا شهريا ضعيفا، ولا يستطيع دفع) 700 أو 1000) جنيه شهريا، فهناك مصاريف وفواتير وأقساط شهرية يسددها وبناء على تلك الظروف قبل اقتراح والده في السكن معهم مؤقتاً وتوفير ما يمكن دفعه للإيجار في بناء جزءعلوي سينتقل إليه قريباً. حل مؤقت: ويطالب نجم الدين عوض أعمال حرة، الفتيات بضرورة تقديم تنازلات في مسألة السكن مع أهل الزوج، وتجاوز النظرة التشاؤمية والسلبية التي تروج باستحالة العيش مع أهل الزوج بسبب تعدد المشاكل والخلافات وكأن الأزواج الجدد الذين يعيشون بعيداً عن منازل أسرهم لا يعانون من أي مشاكل وخلافات، واصفاً الخلافات ب (ملح الحياة) ووجودها لا يقتصر على من يسكن في منزل أسرته فقط، مقترحا عليهن أن يتذكرن العقود الماضية التي كانت فيها أمهاتنا وجداتنا يقبلن بمشاركة أهل الزوج السكن في بيت عامر بالحب والدفء العائلي، راجياً من الفتيات الصبر على ظروف الشاب وتقدير أوضاعه إلى أن تفرج من عند الله . الأسر أنواع: وبحسب مختصي علم النفس والاجتماع فإن الأسرة نوعان أسرة نووية مؤلفة من الزوج والزوجة والأبناء، أو تكون أسرة ممتدة، والأسرة الممتدة من الأنماط الشائعة جدا في العالم العربي عامة والسودان خاصة، وفي حالة التفكير في الزواج والسكن مع أهل الزوج هناك حسابات أخرى وجوانب كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار، منها أن لا يذهب زواج الشاب ضحية الظروف المعيشية الصعبة، وعدم وخصماً على قدرته على تلبية مستلزمات الزواج.