عبد الرحيم المبارك علي مصر الجديدة طالما أن الشعب المصري شيع عهد حسني مبارك إلى مزبلة التاريخ فلا يحق لبقايا النظام السابق أن يقطفوا ثمار الجولة الثانية ولا تشتم أنوفهم عطر النصر وعبيره!! وهنالك مصادر معرفة حسية سبقت بصورة مذهلة تجلت في الشعبية الواسعة لتنظيم الاخوان المسلمين والتي تجاوزت الكثير من التنظيمات، وتعززت بعد خوض شفيق ومرسي جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية يوم 16-17 يونيو الجاري بعد أن بدأت فعاليات في الخارج وأختتمت يوم السبت الماضي بدافع صحوة الاخوان الذين صهرتهم أحداث ميدان التحرير فجاءت نتيجة الدكتور محمد مرسي كما لو انها متوقعة في الخارج فيها دلالات معينة بالنسبة للشعب المصري في الداخل حتي يعلم الناس ان دولة الحق في مصر آتية من كل مكان، هذا القول لا يدخل في باب البحث عن المثال الذي لا يتحقق، وإنما هو الوعد الإلهي يرث الصالحون الأرض، والصلاح في سياسة الاخوان سهل أن تمسكه الطليعة بما يدعو اليه التنظيم بما يقارب النصف قرن من الزمان!! وإذا قارنا ظواهر بلوغ حركة الإسلام مرحلة الدولة في بعض الدول مثل إيران والسودان ومصر لرأينا أن المد الإسلامي كالقدر وهو نافذ باي وجه كان فجاء في ايران من تلقاء ثورة شعبية في وقت كانت فيه الثورات تنسب إلى اليسار الوطني أو الاشتراكي، ولا تسمي نفسها بالاسلام على الإطلاق، إتخذ الاسلام هذه الصورة ونفذ منها، في السودان جاءت الحركة الإسلامية من خلال القيادة العسكرية كانت مبرمجة دائماً لصد الظاهرة الإسلامية فاذا بالاسلام يأتي من حيث لا يحتسب الناس، ولم يكن معهوداً أيضاً ان يحسن الاسلاميون الظهور إلى الساحة من خلال صناديق الإقتراع وكان ذلك رهناً على الحرية والديمقراطية فجاءت مصر من تلقاء هذا الوجه، هذه الثورة المصرية عززت حتمية التمكين الاسلامي، لا سيما ان الله قدر ان تكون الجولة الاولي فوزاً للاخوان المسلمين وأن تأتي الجولة الثانية في سباق الرئاسة بين الاخوان وبقايا النظام السابق، مما جعل اصواتا كثيرة من الاحزاب تعطي أصواتها لحزب الاخوان، مثل من أعطوا في الجولة الأولي "أبو الفتوح" و"السلفية" وبعض "الصوفية والاقباط" الذين غيروا وقفتهم، وأصبحوا يحزمون امرهم للتصويت لمرشح الاخوان الدكتور محمد مرسي ليس بالضرورة إقتناعاً ببرنامجه ولكن لان القوى السياسية في مصر ترى في أحمد شفيق وجهاً من وجوه نظام حسني مبارك وعن "شهادة للتاريخ.. وحده" سنحكى بإذن الله تعالى.