عندما فكر العرب في إنشاء اتحاد رياضي لكرة القدم خاص بهم كان الهدف منه تنشيط وتطوير اللعبة في الدول العربية من خلال قيام بطولات على مستوى الأندية والمنتخبات بكل أعمارها السنية بجانب تأهيل الكوادر الإدارية والفنية ورفع مستوى اللاعب والحكم وقبل ذلك توطيد العلاقات بين الشباب العربي من المحيط إلى الخليج وتوحيد المواقف في الاجتماعات الدولية والقارية ودعم المرشحين العرب وخلق علاقات متميزة مع الاتحاد الدولي والاتحادين الآسيوي والافريقي . وإذا نظرنا لهذه الأهداف منذ إنشاء الاتحاد في العام 1974 في طرابلس بليبيا وحتى الأن نجد أنها قد تحققت بصورة كبيرة حتى السنوات الأخيرة والتي شهدت إنجازات كبيرة للكرة العربية على مستوي الأندية والمنتخبات بعد أن استفادت كثيرا من مشاركتها في البطولات التي نظمها الاتحاد العربي الذي وفر لها الرعاية الكاملة وأيضا وجدت كودارنا العربية مكانها في لجان الاتحاد الدولي والاتحادين الأسيوي والافريقي بجانب الفنيين وعلى رأسهم الحكام ويكفي أن نشير إلى كأس العالم 1998بفرنسا الذي قاده لأول مرة في التاريخ حكم عربي وهو المغربي سعيد بلقولة يرحمه الله وتألق معه الإماراتي على ابوجسيم والمصري جمال الغندور والسعودي عبد الرحمن الزيد الذين قادوا مباريات في المراحل المتقدمة تلك البطولة المتميزة . مسيرة رائعة للاتحاد العربي الذي أصبح بل يتفوق على بعض الاتحادات القارية وذلك بفضل فكر القيادات التي حملت رايته بداية بالأمير فيصل بن فهد يرحمه الله وخلفه الأمير سلطان بن فهد وانتهاء بالأمير نواف بن فيصل الرئيس الحالي الذي يسير على طريق والده بجانب عدد من قيادات الكرة العربية المتميزة لها بصمتها في مسيرة الاتحاد وفي مقدمتهم ابن الجزائر محمد روراوة أحد العلامات الهامة في الاتحادين الافريقي والدولي والاستاذ وليد كردي الأمين العام المساعد والدينمو المحرك للعمل وبقية العقد الفريد من أبناء الأمة العربية في المكتب التنفيذي او اللجان المساعدة. ونسعد اليوم كعرب بعودة نشاط الاتحاد العربي لكرة القدم من خلال بطولة كأس العرب والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية في كل من جدة والطائف بمشاركة أحد عشر منتخبا بعد اعتذار عدد من الدول بسبب التوقيت والارتباطات الدولية والقارية بعد أن توفرت الرعاية وتنطلق معها بطولتي الناشئين بتونس والشباب بالاردن ونأمل أن تكون عودة قوية حتى يواصل الاتحاد مسيرته وتتأكد مقولة الراحل المقيم الأمير فيصل بن فهد إن الاتحاد العربي ولد ليبقى ويبقى ليتطور وما أحوجنا كعرب لوعاء يجمعنا والرياضة بلا شك هي التي تجمع بعد أن تسببت السياسة في العديد من الجراح على الجسد العربي ونأمل أن تستفيد منها المنتخبات المشاركة وهي مقبلة على مشاركات دولية وقارية.