انشغل المحللون والمراقبون بعبارة مهمة جدا قالها الرئيس المصري الفائز الدكتور محمد مرسي في "خطاب التتويج" وهي إلتزامه القاطع بالإتفاقيات والمعاهدات السابقة لتسلمه الرئاسة. ومن ضمنها بالتأكيد (كامب ديفيد) وهي معاهدة السلام مع إسرائيل والتي أبرمها الرئيس السابق محمد انور السادات ودفع ثمنها ذبحا على المنصة بايدي الإسلاميين (الإسلامبولي وجماعته). وقد كانت كامب ديفيد من معيقات الإعتراف بأي حزب يمثل الإخوان المسلمين ما لم يعترف هذا الحزب مسبقا بإتفاقية كامب ديفيد وهو الأمر الذي ظل الإخوان يرفضونه دوما ودون أي مفاوضات أو إبداء رغبة في التنازل. ولكنهم الآن يقبلونه دفعة واحدة! هل إختلف الأمر عندما وصل الإخوان إلى "القصر الرئاسي" أم هو تكتيك مرحلي تبدأ بعده خطوات التملص من كامبد ديفيد بممارسة لعب سياسي وأمني وعسكري. إلى ذلك الحين سيعتمد السفير الإسرائيلي القادم اوراقه في مكتب الرئيس ووزارة خارجيته وسيؤدي القسم أمام رئيس الجمهورية الأخ المسلم محمد مرسي. وستبعث خارجية محمد مرسي بأوراق إعتماد السفير المصري في تل أبيب وعليها توقيع رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وربما يكون السفير الجديد "أخ مسلم" ملتحي مثله مثل محمد مرسي. كيف يحدث هذا ومرسي مسرور و(رضيان)؟! إنه إمتحان سياسي عسير جدا للشيخ الأصولي حتى ولو كانت ملامح خطابه ديموقراطية متسامحة مئة بالمئة. سواء كان الامر تكتيكات مرحلية أو تنازلات مؤقتة فقد أدت الواجب وإنتزعت التهاني من أمريكا وإسرائيل وجعلت نتنياهو يتوقع "التعاون" من محمد مرسي وجعلت أوباما يهنيء محمد مرسي هاتفيا ويتوقع منه "الإسهام في تعزيز السلام" وعندما تقول أمريكا السلام فإنها تعني السلام الذي يحفظ التفوق النوعي لإسرائيل ... السلام الذي ينزع سلاح المقاومة وينشيء دولة فلسطينية محمية خفيفة التسليح تحت إبط الرعب الإسرائيلي ... لديها شرطة ولا تمتلك جيشا ولا قواعد عسكرية. دولة تحميها المعاهدات والقوات الدولية التي تاتي متأخرا بعد ان تكون المذابح قد استلبت الأرواح ودمرت المنازل والمستشفيات والمدارس. السلام الذي يجعل إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ويلزم العرب والمسلمين بالوقوف ضد إيران وتطلعاتها النووية المشروعة. من المتوقع أن تتفهم قواعد الإخوان خطاب مرسي وتعهداته الدولية وربما تتفهم أيضا الإستمرار في التطبيع مع إسرائيل ولكنها لن تتفهم إطلاقا "إغلاق المعابر" وهو الأمر الذي تطالب به إسرائيل دوما وتعتقد أن المعابر هي الشريان الحيوي الذي يغذي المقاومة. مرسي لا يقل كراهية لإسرائيل من قواعد الإخوان وربما من حماس ذاتها فقد قالت عنه السي إن إن عشية فوزه " محافظ من تنظيم محافظ" ورددت هذا الوصف مباشرة بعد ترجمتها لخطاب مرسي وفقراته التي يتعهد بها بعدم تقديم تجربة متطرفة ويتعهد بالإلتزام بالمعاهدات الدولية