خطوة جيدة قامت بها وزارة الثقافة وهي تقوم بإبادة عدد كبير من اشرطة الغناء الهابط أو اشرطة (الاغاني المرقصة) -كما أحب ان اطلق عليها- ولكن تصريحا صغيرا من وزير الثقافة السمؤال خلف الله، استوقفني البارحة وأنا اطالع حيثيات الخبر على شبكة (السوداني) ، فقد صرح سيادة الوزير بأن الغناء الهابط لايمر عبر المصنفات..وهي معلومة ليست بالجديدة وليست (بالمدهشة) كذلك، فكلنا نعرف ان الغناء الهابط لايمر عبر لجنة المصنفات، ولعل ذلك يطرح سؤالاً مهماً مفاده: (من اين تمر تلك الاغنيات حتى تصل إلى المتلقي.)؟.. وهو ذات السؤال الذى كلما توجهنا به للسادة في مجلس المصنفات (لمجرد العلم بالشئ)، قاموا بإرسال تعقيب (ساخن) لنا، لانستخلص منه اية معلومة سوى اننا نستهدفهم، مع العلم اننا عندما نسأل لانستهدف احداً بل نريد الحصول على معلومة، وهو اساس عملنا الصحفي. والسؤال هذه المرة نطرحه للسيد وزير الثقافة، بعد اطلاقه لذلك التصريح امس..ونقول له إن كان الغناء الهابط لايصل للمتلقي عبر مروره بالمصنفات..ولاعبر اية جهة ثقافية أو فنية رسمية..فمن اين يمر اذن..؟ وكيف ينتشر بكل ذلك الزخم الذى يجعلك تضع اصبعك على اذنيك حذر الفاظ طائشة وموسيقى ضوضائية تعصف بماتبقى من إحتمال..؟..وحتى ان وجدت تلك القنوات التى يمر بها الغناء المبتذل، فالقضية ياسيادة الوزير ليست هاهنا...ولكنها قضية البحث عن حلول جذرية لايقاف ضخ تلك الاغنيات من منابعها الاصلية، ومن (مصدر الشرر) الاساسية لها، وهم بالتأكيد عدد من شعراء وملحني زمن (الغفلة الفنية)، والذين وجدوا في انتهاجهم وتبنيهم لقضية نشر (بغاث) الغناء بين الناس، الكثير من المكاسب المادية، والتى جعلتهم يواصلون في مايقومون به مستغلين بذلك ضعف الرقابة عليهم من الجهات المختصة. نعم..ابادت وزارة الثقافة بالتعاون مع المصنفات امس ملايين الاسطوانات (الخليعة الوقار)، لكن هل هذا يمنع ان الغناء الهابط قد انتهى نهائياً من الوجود في الساحة..؟وهل هذا يعني ان الوزارة بذلك قد وجدت الحل الناجع لقضية (ترقيص الغناء) التى اضجعت منام الكثيرين، وصعدت بالمقابل بالكثير من مطربين (وزن الريشة) إلى مصاف النجوم الكبار.؟ وهل يعني تصريح الوزير بأن لجنة المصنفات غير مسؤولة من انتشار الغناء الهابط.. وان دورها ينحصر فقط على إجازة مايأتي اليها.؟. جدعه: لماذا لايتم منح لجنة المصنفات المزيد من الصلاحيات لحصار ظاهرة (ترقيص الغناء) والاغنيات الهابطة..؟ خصوصاً أن المصنفات بها عدد من الخبراء امثال الاستاذة هالة قاسم والتى لها ادوار كبيرة جداً في ترقية الفنون في البلاد، بجانب آخرين يمكنهم أن يجدوا الحلول الناجعة لتلك القضية، بدلاً من الاكتفاء بحرق الاسطوانات التى تتكاثر في كل دقيقة. شربكة أخيرة: سؤال برئ جداً..إين إتحاد شعراء الاغنية السودانية..؟؟