يودع عشاق الكرة الجميلة اليوم بطولة أمم أروبا التي تطوي صفحتها الأخيرة على ملعب العاصمة الأكرانية كييف بين اسبانيا وايطاليا بعد أن عشنا كل ما هو جميل في الساحرة المستديرة واستمتعنا بكل ما قدمته المنتخبات الستة عشر خلال الخمسة عشر يوما التي مرت سريعا دون أن نحس بها وقد تأكد بالفعل أنها البطولة الأميز والأفضل على مستوى البطولات القارية بل نتفق مع من يقول إنها أفضل من نهائيات كأس العالم. وإن كان صعود المنتخب الاسباني للنهائي أمرا مقنعا باعتبار انه يضم اميز اللاعبين على مستوى العالم وقدم أداء مقنعا في كل مبارياته في البطولة التي أتى إليها متوشحا بلقب كأس العالم فإن المنتخب الايطالي هو الآخر استحق الوصول الى مباراة الختام عن جدارة بعد أن أطاح بالمنتخبين الانجليزي والالماني المرشحين للفوز بالبطولة . لا أحد يتكهن اليوم باسم عريس الليلة وشخصيا أتذكر هذه الأيام وأنا أتابع أداء المنتخب الايطالي نهائي كأس العالم 2006 بالمانيا الذي جمع المنتخب الايطالي بنظيره الفرنسي والكل كان يرشح الديكوك للتفوق على الازوري ولكن فعلها رفاق ماترازي فأطاحوا بأحلام إخوان زين الدين في استعادة أمجاد 1998 وأطاحوا بحلم زيزو نفسه الذي يأمل في أنهاء مشواره الكروي باللقب العالمي فوقع في الفخ الذي نصبه له مانرازي وخرج بالبطاقة الحمراء ولم يشفع له عطف كل من تابع المباراة داخل استاد برلين أو عبر القنوات والإذاعات في كل أنحاءالعالم. أتذكر هذه اللحظة التي عشتها في مكان الحدث وصرخت دون أن أشعر (لا يا زيزو) عندما رد علي استفزاز ماترازي المقصود لأنني بحكم الانتماء العربي كنت أتمنى الفوز لفرنسا من أجل زيدان الفنان ويومها عرف الإيطاليون من أين تؤكل الكتف وهم يجيدون لغة الانتصارات وليس بعيدا أن يفعلوها اليوم ويطيحوون بأحلام كأس ياس الذي قد تكون هذه البطولة هي الأخيرة في مشواره وقد ينجح المدرب لافوريا روخا في إنهاء حلم الكبير فيسنتي دل بوسكي الذي يسعى لتحقيق إنجاز جديد مع منتخب بلاده بعد أن قاده للفوز بكاس العالم 2010. وإن كان هناك نجما يستحق أن نطلق عليه (سوبر استار) البطولة فإن الايطالي الغاني الأصل ماريو بالوتيلي هو من يستحق ذلك بعد أن ظهر في هذا العرس بوجه جديد رغم الاستفزازات العنصرية التي تعرض لها في العديد من المباريات وكان له الفضل في صول منتخب بلاده الى النهائي بإحرازه أصعب وأجمل الأهداف التي تؤكد أنه لاعب يجيد الوصول الى الشباك خاصة هدفاه في مرمى المنتخب الألماني . ظهر بالوتيلي منضبطا هذه المرة وأعجبني تصريحه بإهداء هدفيه لوالدته التي حرمت منه ولعله إعلان للمصالحة وبحكم الدم الافريقي أتعاطف معه وأتمنى أن يحقق حلمه ليقود بلاده للقب وليضيف إنجازا جديدا لمسيرته بعد أن ساهم في فوز مانشستر ستي بلقب الدوري الانجليزي، وأتوقع أن نشاهد الموسم الجديد بالوتيلي جديد مع المان ستي. اليوم نقول (الحلو يكمل) ودعوة لسهرة كروية على أعلى مستوى. حروف خاصة كابوس المريخ ما حدث أمس في مباراة المريخ أمام ليوباردس الجنوب افريقي يمثل كابوسا لم نعشه من قبل ومن يكون في حالة كابوس فسيفقد التركيز وفقدت التركيز وأعتذر عن التعليق.