أريج الصباح - عبدالرحيم المبارك علي الذي يطالع الرأي العام في بعض موجات إرساله يخيل إليه أن أعضاء المؤتمر الوطني يسيطرون على الشارع السوداني، ويتأهبون للتمسك بالسلطة، وأن كل مشارك في النظام من الأحزاب الأخرى يتعقبه قرين له، يحصي عليه ما يقول ويفعل، ويعد العدة لاقصائه عن خطته، وأن المؤتمر الوطني يبحث عن فصل جديد للنظام، لماذا تصاغ العلاقة على ذلك النحو المغلوط، الذي يروج له بعض من زعموا بأنه إما أن يتنحي المؤتمر الوطني عن السلطة، أو يبقي وحده في النظام؟ هل يمكن أن يعد ذلك خطاباً إيجابياً أو بناءً؟ بمشاركة الحزبين (الاتحادي والأمة) وتولي كوادرهم (جعفر الميرغني) منصب مساعد الرئيس وعبدالرحمن المهدي، مستشار الرئيس فلم تعد هنالك فرصة للآذان لسماع إسطوانة المعارضة الديمقراطية في مؤسسة الرئاسة فقد أصبح المناخ السياسي مشبعاً بالشائعات التى تدور حول أن الذي حدث أخيراً في مؤسسة الرئاسة كان مجرد تغيير في الأشخاص وليس تغييراً في السياسات، ولسنا نعرف لماذا يستكثرون على النظام الجديد تغيير السياسات حتى يكون أكثر إحتراماً لحريات الشعب وكرامتهم، ولعموم حقوق الإنسان، لماذا يصاب البعض بالخوف طالما أن هنالك حاجة ملحة للتغيير، والخطاب موجه إلى السلطة الشرعية القائمة؟ إن الذين يباشرون التغيير يجب أن يكونوا على وعي بأن رحلة التغيير السياسي- طويلة وممتدة- ومن ثم فمهمتهم الرئيسة هي غرس البذور الصحية، وليس من مسؤوليتهم جني الثمار، وإذا كان القرآن الكريم إعتبر الرسول الكريم بشيراً ونذيراً، وأبلغه بأنه ليس على الناس بمسيطر، فحري بنا أن ندكر بان تلك هي حدود قادة النظام، مطالبون فقط بالسير على الطريق الصحيح، ولا ينبغي أن يطالب أحد بالوصول إلى نقطة الإنتهاء، وليس صحيحاً أن الإستجابة لداعي التغيير الذي تطالب به الجماهير من خلال رموزها علامة ضعف أو خور، ولكنها دلالة على صدق القيادات في التعبير عن أحلام الجماهير والإستجابة السريعة لها، وبالتالي الشعب صاحب القرار والكلمة في التغيير، وعندما تستجيب السلطة لما يريده فانها لا تمنحه شيئاً، ولا تتفضل عليه، وإنما تؤدي وظيفتها الطبيعية التي يبدو وجودها وإستمرارها، ما يهمنا من مشاركة (الاتحادي- والأمة) حصيلته النهائية التي تشير بالف أصبع إلى تعزيز الشورى وترسيخ قواعدها من شأنه أن يضيف الكثير إلى عافية النظام، الأمر الذي يمكنه من استيعاب مشكلات البلاد وتخفيف توتراته، وتوظيف كل طاقاته لصالح المستقبل دون استهلاك في صراعات الحاضر، الرسالة مشاركة أحزاب المعارضة في النظام هي الحل؟ وعن (الثراء المفتري) سنحكي بإذن الله.