( مطرة يوم جابت اللوم )؛ بتلكم العبارة إستهلت الحاجة زمزم العبيد، نقاشها مع جاراتها في الحي، كان هذا في اليوم التالي لتلك الأمطار أمس الاول والتي غمرت أجزاء واسعة من أراضي ولاية الخرطوم وبالطبع هذا سيناريو يتكرر كل عام حيث تمتلئ الشوارع عن بكرة أبيها بمياه البرك الراكدة والتي لا تجف الا بعد عدة أيام، أما المحليات فبالرغم من اعلاناتها التي تملأ كل اجهزة الاعلام بإكتمال استعداداتها، لكن مع هطول أول (مطرة) ينكشف المستور وتتوقف المصارف وتمتلئ الطرقات بالمياه، هذا المشهد رأيناه بالمدن الثلاث خصوصاً في الاحياء والأسواق ما يتسبب في اعاقة حركة المرور والاخطر من كل ذلك هو وقوع أسلاك الكهرباء على الأرض بعد دقائق من هطول الأمطار و مع بدايه عاصفة الهواء رغم انها لم تكن كثيفه, بل إن الامطار في بعض محليات الولاية اصبحت تأتي بمصائب أخرى على رأسها إنقطاع التيار الكهربائي بمجرد شعور من يقومون على أمرها بأن هنالك أمطارا قادمة، حيث تكررت هذه الحالة تحديدا في منطقة أم بدة الجميعاب وفي كل مرة تتذرع الادارة بالأمطار ما جعل نساء الحي يتجمعن في الشارع لمناقشة هذه المشكلة المتكررة دون ان يستمع لهم احد وهذا ما حدث يوم اول من امس (الأحد ) فقد هطلت الأمطار و سقطت بعض اسلاك الكهرباء بالقرب من جامع عباد الرحمن وبعد عدة دقائق تكرر السيناريو مع الشارع الرئيسي (تقاطع شارع عمر الصول مع الجميعاب) وقع سلك آخر ولكن هنا كانت الكارثة حيث لم يره أحد وبعد دقائق يتفاجأ الطفل وأبيه بأنهم في قبضة ذلك السلك الكهربائي فتقوم بصعقهم معاً إلا أن إرادة المولي تدخلت حينها وخرجوا من موت محقق مخلفة في أجسادهم الكثير من الحروق التي يصعب ولو بفعل الزمن أن تندمل.. لتبقى ثمة اسئلة تطرح نفسها : لماذا يتكرر هذا الإهمال من المحليه ومن تبعها؟.. ولماذا تتعرض ارواح المواطنين لكل هذه المهازل لدرجة أنهم لا يتمنون قدوم موسم الخريف رغم الخير الكثير الذي يأتي به لكل بقاع السودان.