أكتب هذا العمود من مقر إقامة السفير الفريق عبد الرحمن سر الختم في العاصمة الإثيوبية أديس أببا. وقد تحول المنزل والحديقة المشتركة مع مباني السفارة إلى استديوهات مفتوحة بعد أن احتلها طاقم التلفزيون القومي لتغطية القمة والمفاوضات المصاحبة بالبث المباشر للبرامج والحوارات وليس فقط التقارير الإخبارية، دقيقة بدقيقة وحدثا بحدث ... كيف لا والبشير هو عريس القمة لأنها انتقلت بسببه إلى اديس وسط إجماع افريقي (إلا من أبى)! برنامج خطوط عريضة والذي أطفأ شمعتين وأوقد الثالثة انتقل بالكامل لأديس أببا، وهو رائد البرامج التحليلية الصحفية في الشاشات السودانية. والتجربة لم تكن سهلة إطلاقا بدءا بترحيل أجهزة التصوير والبث المباشر والربط بين الإستديوهات الخارجية في أديس والإستديوهات الرسمية في ام درمان لاسيما أن هذا يتم في فصل الأمطار الغزيرة في الهضبة الاثيوبية. السماء تفتح أبوابها لمدة ساعات دون توقف وأحيانا ينهمر البرد مثل الحصى مما يؤثر في كل العمليات الفنية واللوجستية بالإضافة إلى تذبذب الكهرباء والموجات الأثيرية ..! سعادة السفير وطاقم السفارة كان في قمة التعاون مع هذه البعثة السودانية وغيرها من البعثات من الشروق والجزيرة والإذاعة ووكالة الأنباء حيث دشنت السفارة مركزا إعلاميا متكاملا في مقر السفارة خاصا بالبعثات والصحافيين السودانيين بما يشمل ذلك شخصي الضعيف والأساتذة احمد البلال الطيب وسيف الدين البشير وكل من حضر أو يخطط للحضور حتى تاريخ كتابة هذه السطور. عملية إعداد خطوط عريضة تبدأ مع (النبّاه) في الفجر مع استلام الصحف وغربلة الاخبار ثم اختيار الموضوعات وترتيبها ... أما المجهود في اديس فقد تضاعف ... تتم المناقشة بالهاتف ثم يتم إملاء الأخبار إرسالها بالنت (حسب الشبكة) ولا بد أن يكون الإستديو مع البث المباشر مع الإعداد في حالة تنسيق كامل حتى تظهر صورة الصحيفة في الوقت الذي يقرأ في المذيع من اديس من ورقة خارجية. ولحسن حظي أن تدشين هذه الخدمة من أديس أببا كان عبر حوار معي تم فيه التركيز على قضايا القمة الافريقية والمفاوضات. التحية لتلفزيون السودان للفريق الذي اجتهد في حلقة خطوط عريضة في اديس أببا وهم المنتج فضل الله رابح، التقديم محمد الأمين دياب، مهندس النقل المباشر فتح الرحمن الطاهر، المصور عبد العظيم فرح، المخرج محمد صديق الشيخ، وكان في الإستديو في الخرطوم المعد واثب الطيب قسم السيد، والمخرج مصطفى محمد، والمهندس مدلل أحمد، والتحية لمدير الإدارة السياسية محمد خير عمر الذي أشرف على كل المهمة من الألف للياء ورابط في الإستديو مثلما يرابط الأب جوار غرفة عمليات الولادة. حقيقة التلفزيون القومي لديه كوادر قادرة على العطاء رغم الظروف الصعبة، كوادر رسالية تعشق التضحية، لا تنقطع من العطاء رغم (تأخير القطع) و الظروف المعيشية الصعبة.