في صالون الراحل سيد أحمد خليفة: الحكومة والمعارضة.. "السودان إلى أين"؟ تقرير: خالد أحمد تصوير: أحمد طلب هنالك أسئلة تطرح ليس للإجابة عنها وإنما للالتفاف عليها وهذا ما تم بالأمس في صالون الراحل سيد أحمد خليفة الذي كان عنوانه مجرد سؤال بسيط وكبير في ذات الوقت "السودان إلى أين؟"، حيث توزع قادة الحكومة والمعارضة وحضور الصالون في نقاش حاد وعنيف في بعض الأحيان لمحاولة الإجابة عن هذا السؤال، والنتيجة: على الرغم من وحدة السؤال إلا أن الإجابات كانت متنوعة ومختلفة وأعطت السودان العديد من الطريق التي يمكن أن يسلكها في مقبل الأيام، منها الخطر ومنها السالم. أزمة ربيع صارت البلدان التي لم يزرها الربيع العربي عموما تخاف من هذا الاسم "ربيع" وفي السودان لجأ البعض للتخلص من هذا المأزق الفصلي بالقول إن "السودان ماعندو ربيع أساسا"، إلا أن هنالك مأزقا ربيعيا اليوم من نوع آخر، ألا وهو القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي الذي أصبح نجم الموسم هذه الأيام خاصة بعد مشاركته المثيرة للجدل في برنامج "الاتجاه المعاكس" بقناة الجزيرة وهجوم البعض عليه، إلا أنه حاول خلال مداخلته في الصالون تفنيد الاتهامات التي وجهت إليه حيث أشار إلى أن هنالك تداخلا كبيرا بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، مطالبا بأن لا تكون هنالك أراء ثورية في السياسية فقط وإنما في الاقتصاد أيضا، مشيرا إلى أن المعبر للسودان يكون في التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات مستبعدا ما جرى ويجري في مصر وتونس وليبيا أن يجري في السودان لأن الوضع هنا مختلف، مطالبا قوى المعارضة أن تقدم حلولا ومقترحات للأزمة الاقتصادية بدل أن تقف في جانب النقد، وأضاف أن حديثه لقناة الجزيرة حول دخل الفرد 1800 دولار كان يقصد منه في العام وليس في الشهر لكن أشار إلى أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى خبراء اقتصاديين وأضاف: "أنا ما مدرس عشان أوري أي زول المعنى" مشيرا إلى أن السودان اليوم يختلف عن السودان 1989م حيث وقتها لا وجود لماء أو كهرباء. واعتبر عبد العاطي أن الإجابة عن سؤال "السودان إلى أين؟" سيتولاها الشعب السوداني في نهاية المطاف، مكررا في القول إن الطريق الأسلم هو التداول السلمي للسلطة وفي هذا لا بد من التواضع على صيغة للخروج من الأزمة الحالية لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يقصي المؤتمر الوطني. رد الصاع بنقاط ملأت الورقة التي كانت تسجل عليها أثناء الحديث فتحت القيادية بحزب الأمة القومي د. مريم الصادق النار على ربيع والمتداخلين الذي انتقدوا مواقف حزبها خاصة في المقارنة بين حال اليوم وما قبل عام 1989م مشيرة إلى أن وقتها كان يوجد سودان واحد وليس منفصلا لبلدين وليس بالبلاد وقتها أي جندي أجنبي ولا يوجد شبر محتل من الأراضي السودانية ولم تصل الأوضاع السياسية إلى الوضع الخطير الذي تمر به البلاد. وأوضحت أن هنالك نقاط قوة ما تزال موجودة يمكن البناء عليها في التغيير منها تماسك المجموعات بجانب العلاقات الاجتماعية التي ما تزال جيدة بين الشعب السوداني وما تزال توجد فرصة للتحاور والجلوس، إلا أنها أشارت في ذات الوقت لنقاط ضعف منها أن الوضع الحالي يقول أن لا مجال للتعبير السلمي إلا عبر حمل السلاح معتبرة أن الحديث عن تغيير النظام ليس بدعة وإنما توجد تيارات حتى داخل النظام تريد التغيير. وأوضحت مريم أن الحل لن يكون عبر انتخابات لأن إجراء مثل هذه العملية في ظل نظام شمولي لا جدوى منها وأن الخطوة الصحيحة هي اعتراف المؤتمر الوطني بأنه فشل في إدارة هذا البلاد لأن الطريق الآخر يعني حمل السلاح وكل مقومات هذا الأمر متوفرة من سلاح ومليشيات تملأ البلاد، وأضافت في ختام حديثها: إذا لم يحدث التغيير السلمي فإن التغيير العنيف قادم". قصة التقشف مداخلة القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق أخذت الجانب الديني والشكل والواعظ، إلا أنه لخص في مجمل حديثه بالقول إن التغيير أصبح واقعا ولا رجعة فيه معتبرا أن الشعب فقد الثقة في النظام لأنه كذب على الشعب في قضية رفع الدعم عن المحروقات لأنه لا يوجد دعم في الأساس، معتبرا أن البلاد تواجه أزمة سياسية واقتصادية حقيقة وأن الشعب بدأ رحلة التغيير بشكل لم يحدث منذ عام 1989م.