هل هدف للتكسب ام الاغتيال السياسي؟!.. مقتل معتمد الواحة.. اسلحة الحرب الجديدة..!! تقرير: محمد حمدان هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته فى تمام العاشرة صباحاً من يوم أمس الأول تحرك معتمد محلية الواحة عبدالرحمن محمد عيسى الى طلمبة الوقود بمحلية كتم لتزويد سيارته استعداداً لرحلة الى حاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر ولكن ما أن فرغ من التزود بالوقود لاستكمال مشواره إلا وباغته مسلحون وقاموا بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلا في الحال ومعه سائقه. حدث ذلك داخل سوق كتم فى مشهد دراماتيكي فى نهار رمضاني، إلا أن ذلك الحادث ليس منفرداً فقد شهدت ذات المنطقة قبل أسبوعين من ذلك حادثا آخر مماثلا لأحد أفراد جهاز الأمن انتهى باختطاف عربته. تعدد اتهامات نفذ الحادث فى صباح يوم أمس الأول الأربعاء حيث اُغتيل عبد الرحمن محمد عيسى داخل سوق مدينة كتم التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً من مدينة الفاشر، واغتيل معه سائقه الشخصي، وقد استولى الجناة على عربة المعتمد وفروا بها صوب معسكر كساب للنازحين بعد مطاردتهم من قبل الأجهزة الأمنية، إلا أن الجناه تخلوا عن السيارة بطرف المعسكر بعد مضايقات ولاذوا بالفرار لتمسك الأجهزة الأمنية بالسيارة فيما قالت مصادرل(السوداني) إن السلطات الأمنية تتبعت أثر الجناة وتسعى لمحاصرتهم داخل المعسكر للقبض عليهم إلا أن القضية ربما تكون لها تعقيدات أخرى فمن جانب توجه الاتهامات الى الحركات المسلحة ومن جانب آخر توجه أصابع الاتهام الى العصابات المسلحة فيما لم يستبعد البعض أن تكون دوافع قبلية وراء الحادث كل تلك الاحتمالات تظل مفتوحة الى حين العثور الى خيط يهدي الى لب القصة. تشابه سناريوهات مقتل معتمد الواحة ليس هو الحادث الأول من نوعه فى كتم او دارفور فقد تكررت أحداث عدة لاسيما فى كتم ففي غضون الأسبوعين الماضيين من الحادث وقع حادث مشابه فى ذات السوق بمدينة كتم استهدف هذه المرة أفرادا من جهاز الأمن على متن سيارة وبعد أن أطلق الجناة الرصاص على السيارة تمكنوا من اختطافها ليسلم صاحبها وهي بحسب أنباء متواترة لم ترد بعد حتى الآن، إلا أن ذات السناريو قد سبق وأن تكرر مع ذات المعتمد بحسب مراقبين فى المنطقة وتحديداً قبل ثلاثة أشهر اختطفت عصابة سيارة وقام معتمد كتم عبدالرحمن بمتابعتها الى أن تمكن من القبض عليها فى دولة تشاد وبعد إجراءات طويلة أرجع السيارة الى السودان. مثلت تلك الحادثة الأولى من نوعها فى إقليم دارفور.. كما أن ذات المعتمد تعرضت عربته الى محاولة اختطاف وبحسب مقربين منه فإن قوة من الشرطة تصدت للخاطفين وتم إطلاق العربة، لكن ماحدث وأودى بحياة المعتمد لا يخرج عن احتمالين هذا إذا كان الخاطفون ينتمون للعصابات المسلحة. فإما أن يكون الهدف هو السعي لاختطاف العربة والفرار بها أو السعي للتخلص من المعتمد الذى وقف ضد تمدد جرائمهم المتنامية وربما يرجح الاحتمال الثاني لجهة أن الخاطفين بعد مقتله تركوا السيارة بالقرب من معسكر كساب واختفوا هم بداخل المعسكر، وتؤكد مصادر متابعة للحدث ل(السوداني) أن العصابة تتكون من ثلاثه أشخاص وبعد ارتكاب الجريمة تحركوا شمالا واختفوا بالمعسكر وتركوا العربة، لكن يرى البعض أن الدخول للمعسكر ماهو إلا تمويه للتخلص من الجريمة وفى ذات الإطار يتخوف البعض من التعقيدات التى ستنشأ فيما بعد من جراء دخول الجناة للمعسكر ورد فعل أهل القتيل على ذلك إلا أن توجه وفد مركزي من أبناء ولاية شمال دارفور على رأسهم الوالي عثمان كبر وآخر من الخرطوم بقيادة الفريق حسين عبدالله جبريل ربما ينجح فى احتواء الموقف ويفك طلاسم تعقيدات المشكلة المستفحلة. الهدف المال ربما لا يخطر ببال أحد ما يدور من سناريوهات القتل داخل الإقليم المنكوب فى مختلف أرجائه إلا أن ظاهرة العصابات التى انتشرت فى الآونة الأخيرة بجانب عمليات الاغتيال السياسي ربما تمثل تطورا نوعيا ومظهرا آخر من مظاهر الأزمة المتنامية، وبالرغم من أن جل التحليلات تشير الى أن عصابات الاختطاف التى أصبحت تجيد استخدام الأسلحة الحديثة فى عملياتها الخاطفة تهدف بشكل رئيسي الى جمع الأموال بشتى الطرق غض النظر عن الوسيلة لذا يأتي فى مقدمة ضحاياها اختطاف الأجانب والمسؤولين الحكوميين لجهة استعداد جهة أو مؤسسة المجني عليه على دفع فدية أو السعي لتأمين سلامته بشتى الطرق بعد اختطافه فلذا نشأت عصابات مختصة فى عمليات الاختطاف لها شبكات فى مدن الإقليم وداخل ادغال (كراكير) جبل مرة والمناطق النائية تعمل بدقة متناهية وترابط عالي المستوى يبدأ من تتبع الشخص المستهدف ومكان إقامته وعمله ودخله والجهة التى يعمل بها وقد تستمر العملية لفترة طويلة حتى يحين الموعد المضروب والذى يمثل نقطة الصفر لتنفيذ المهمة. حدث ذلك فى معظم مدن الإقليم وخاصة مع الأجانب وموظفي المنظمات الإنسانية ولكن الهدف الأول لهذه العصابات يتمثل فى الحصول على المال. محلية بدون مقر الواحة.. محلية ليس لها مقر ثابت وتعد تطويرا لعمل مجلس الرحل بشمال دارفور حيث كان مقرها فى الفاشر وأخيراً نقلت الى كتم والمعتمد القتيل عبدالرحمن محمد عيسى المعروف بعبدالرحمن يونس هو ثالث معتمد لها بعد حسين النحلة ومحمد عزت وتعود جذوره الى قرية القبة الواقعة شرق كتم حيث نشأ وترعرع بها وعمل معلماً بمدارسها الأساسية ومن ثم أصبح مديرا تنفيذيا بمحلية الواحة فى عهد المعتمد محمد عزت الى أن تم تعيينه رسمياً معتمداً لمحلية الواحة فى تشكيلة حكومة ولاية شمال دارفور الأخيرة. ويعد عبدالرحمن أحد أبرز المهمومين بقضايا الرحل بولاية شمال دارفور.