توقفت كثيرا كما فعلت صحيفة السودانى عند خبر اختيار السيد كمال عبيد رئيسا لوفدها الذى سيفاوض قطاع الشمال فى اديس أبابا هذه الأيام ، كنت سلفا أظن ان الوفد الموجود فى اديس هذه الأيام سيختار من عضويته نفرا يدفع بهم الى التفاوض فى مواجهة وفد قطاع الشمال ولكن .... اعتقادى السابق باختيار مجموعه من طاقم التفاوض الموجود هناك سببه عدة أشياء اهمها على الاطلاق هو وجود تقاطعات كبيره بين قضايا التفاوض الجارية مع دولة الجنوب والتي ستتم الآن مع قطاع الشمال.. من قضايا امنية وحتى ترتيبات المناطق الثلاث ونقاط المراقبه وغيرها ، نعم فالمنطق يقول ان مجموعة المفاوضين السودانيين فى اديس ابابا قد تعرفوا على تفاصيل طقس الحوار وعرفوا وتمرسوا على عبور الخطوط النفسية والشخصية للمفاوض الآخر وعرفوا جيدا كيف يقفزوا فوق كل هذه الحواجز ويصلوا الى لب المواضيع المطروحة ، باختصار ان الوفد السودانى حقق قدرا من الانسجام والتجانس مع تفاصيل القضايا وأصبحت لديه القدرة المباشرة على امتصاص وتجاوز لحظات المناورة التى تأخذ زمنا ووقتا وقد تجعل من جولة التفاوض الأولى مجرد محطة لافراغ الهواء الساخن والتشاكس ومن ثم افشال الجولة التفاوضية والزمن يقرع فوق رأس الجميع صحيح ان ياسر عرمان ومجموعته سينطلقون من ذات النقاط التى ذكرناها آنفا ، نقاط المناورة ومحاولة رش أرضية التفاوض بكثير من مياه التكتيكات والتصريحات الاعلاميه ، ولكنى واثق ان وفد قطاع الشمال لن يبدأ التفاوض من مساحات بعيدة ، فهم على المام تام ومعايشة يوميهة لما يدور بين عبد الرحيم محمد حسين وفاقان أموم ولهذا كان من الأوفق مقابلتهم بمجموعه تفاوضية موجودة أصلا فى الميدان وتجاوزت عمليات الاحماء وجس نبض الطرف الآخر وتحسس خطته الدفاعية والهجومية وصحيح أيضا أن أقدام قطاع الشمال فى التفاوض ستبطئها ارتباطات أخرى خاصة بتعقيدات العلاقة السياسية والتحالفية والعسكرية مع بقية فصائل الجبهة الثورية ، وما التصعيد العسكري الذى قامت به حركة العدل والمساواة فى الأيام الفائته الا خطوات فى طريق التعقيدات ولكن كان من الأوفق والقطاع يعاني من مثل هذه التعقيدات ألا تثقل الحكومة ظهرها بارسال وفد جديد لم يكتسب بعض حساسية ومهارات التفاوض ، وفد سيعانى على وجه آخر ذات بطء القطاع ولكن بمسوغات ذاتيه خاصه بالوفد نفسه وبرئيسه كنت أتطلع أن ينفض المؤتمر الوطني الغبار عن الاتفاق الاطاري بين نافع وعقار ويجعله المرجعية (النفسية ) فى ابتدار الحوار الجديد وان كان لابد من تغيير الوفد أو تشكيل وفد جديد فيترك للسيد نافع نفسه قيادة هذا الوفد ، صحيح سيحتج البعض على أسس برتوكولية خاصة بأوزان الرجلين وتراتبهم التنظيمي في حزبيهما ولكن الخرطوم كانت ستقطع الطريق على كثير من تسريبات الوقت قبل أن يقرأ كمال عبيد الميدان جيدا وقبل أن تستقر كرة (القراءات) فى ذهنه.