اجتاحت سيول عارمة أمس محليات خشم القربة وودحليوة ومشروع حلفا الزراعي بولاية كسلا ما أدى إلى انهيار آلاف المنازل في (21) قرية وتشريد أكثر من (80) ألف مواطن بجانب انهيار(16) مركزاً صحياً و(20) محطة مياه، في وقت توقع فيه وزير الزراعة والغابات والثروة الحيوانية بولاية كسلا نائب الوالي، مجذوب أبوموسى، إعلان "نهر عطبرة" منطقة كوارث. وتفقد والي ولاية كسلا، محمد يوسف، بطائرة مروحية برفقة وزير الدولة بوزارة الزراعة، جعفر محمد عبد الله، ومدير الإدارة العامة للدفاع المدني، اللواء هاشم حسن عبدالمجيد، حجم الأضرار التي لحقت بالقرى المتأثرة بالسيول. وحذر الوالي لدى مخاطبته مواطني القرية (26) عرب بمحلية ريفي خشم القربة، من كسر الترعة الرئيسية (الميجر) لتصريف مياه السيول عبرها لأن ذلك يؤدي إلى حدوث أضرار أكبر وانهيار كامل لمشروع حلفاالجديدة الزراعي ومدينة حلفا بأسرها. وأضاف أن قيادة الدولة على علم بالمحنة وأنهم سيرفعون تقارير مفصلة للمركز لعكس حجم الضرر. وأوضح أن هنالك فريقاً من زارة الكهرباء والسدود سيصل المنطقة للقيام بعمل هندسي لحجز المياه والاستفادة منها في الزراعة. وأحاط الوالي حكومته وأعضاء اللجنة العليا للطوارئ بالولاية بحضور الوفد الاتحادي عن حجم الأضرار الكبيرة التي سببتها السيول بعدد من قرى ومناطق الولاية المتفرقة، مشيراً إلى مقابلته للنائب الأول لرئيس الجمهورية وإبلاغه بالخسائر الأولية وتسليمه تقريراً مفصلاً. إيواء المتضررين وأكد وزير الزراعة والغابات والثروة الحيوانية بولاية كسلا نائب الوالي، مجذوب أبوموسى، أن إيواء المتضررين يأتي كأولوية قصوى في المرحلة الحالية، خاصة وأن هناك مواطنين بأكثر من ثماني قرى في العراء، مشيراً إلى أن حجم الكارثة أكبر من إمكانات الولاية والمحليات المتاحة. يشار إلى أن القرى المتأثرة بالسيول بمحلية ريفي خشم القربة هي (2،1، 26) عرب بمحلية خشم القربة والقرى(9،8،7،6،5،4،3) وغيرها بنهر عطبرة دون وقوع خسائر في الأرواح. من جهته قال وزير التخطيط العمراني بولاية كسلا، عبد المعز حسن، رئيس اللجنة العليا للطوارئ، بأن عدد المنازل التي تأثرت بالقريتين (2،1) عرب بخشم القربة في المرة الأولى بلغ 486 منزلاً، بجانب تأثر 610 أسر بقريتي زكريا وبردانة بمحلية ودالحليو. وأكد وزير الصحة بالولاية، عبدالله درف، أن الوزارة تسيطر على الوضع الصحي ولا توجد بلاغات لحالات حرجة إلا أنه توقع إعلان محلية نهر عطبرة منطقة كوارث وأضاف أن أكبر مشكلة يمكن أن تواجه الوزارة هي مشكلة مياه الشرب. وقال معتمد نهر عطبرة أحمد عدلان، إن هنالك ست قرى كبيرة تأثرت بصورة كبيرة وأخرى مهددة ومحاصرة بالمياه، وإن عدد المتأثرين يفوق 40 ألف نسمة في 15 قرية، وأوضح أن عمليات الحصر جارية والتقدير الأولي يشير إلى تأثر ستة آلاف أسرة. السيول تشرد (80) ألف مواطن وتدمر (21) قرية بولاية كسلا فريق طبي وغادر تيم غرفة الطوارئ إلى المناطق المتضررة لحصر كافة الخسائر. وأشار المصدر إلى أن الأضرار التي نجمت عن سيول وفيضانات نهر القاش تفوق إمكانية الولاية. وأكدت وزارة الصحة الاتحادية عن اتخاذ كافة التحوطات اللازمة لمتابعة الوضع الصحي بولاية كسلا وذلك بإرسال فريق من الأطباء وكافة معينات العمل. ارتفاع المناسيب وفي سياق متصل أعلنت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء مواصلة المناسيب في جميع الأحباس على طول مجرى النيل الأزرق والنيل الرئيس ونهر عطبرة في الارتفاع، وقالت إن البيانات الواردة من المحطات الرئيسية وصور الأقمار الاصطناعية أكدت وجود سحب ممطرة في الهضبة الأثيوبية. ودعا مقرر اللجنة المهندس المجذوب أحمد طه في بيان أمس المواطنين والجهات المعنية باتخاذ التحوطات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات كاشفاً أن الأحباس في (الدمازين – سنار) ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً بينما يشهد الحبس في (خزان مروي – الدبة – دنقلا) ارتفاعاً كبيراً للمناسيب مع الارتفاع الطفيف (لحبس عطبرة وخزان مروي). وكشف المجذوب أن الحبس (خزان خشم القربةعطبرة) يشهد انخفاضاً طفيفاً في المناسيب مؤكداً أن اللجنة تواصل اجتماعاتها لاستعراض الموقف المائي بالأحباس العليا بصورة منتظمة.