تعتبر لعبة العاب القوى من أصعب المناشط الرياضية خاصة سباقات الجري بمختلف مسافاتها لانها تحسب بكسر من الثانية وقد يتسبب في الاطاحة باحلام وجهد سنين وبالتالي فان العداء مطالب باتباع تكتيك خاص وتركيز شديد وكثير ما يلعب التوفيق دورا في ذلك . اقول هذا تعليقا على عدم توفيق ولا اقول فشل بطلنا ابوبكر كاكي في نهائي سباق ثمانمائة متر الذي جرى امس الاول في دورة الالعاب الاولمبية واطاح بكل احلامنا واحلام العرب الذين كانوا يتابعون السباق بنفس احساسنا والكل متفاؤل بعد ان تأهل كاكي الى نهائي السباق عن جدارة وبرقم يرشحه للفوز. وعقب تأهل الثمانية عدائين للنهائي كنا نعلم أن مهم كاكي ستكون صعبة قياسا على الأرقام التي حصل عليها منافسوه وأجمع الكل من الذين تابعوه على أن سباق ثمانمائة متر في هذه الدورة سيكون الأقوى في تاريخ الدورات الاولمبية قياسا بمستوى المتسابقين وعلى رأسهم الكيني رودشا الذي حطم الرقم العالمي الذي حققه من قبل في العام 2010 في بطولة العالم بايطاليا وكل الترشيحات كانت لصالحه للفوز بالذهبية بجانب فارق الاعداد والامكانات والاهتمام الذي يجده منافسيه من حكومات بلادهم ولجانهم الاولمبية. وقد تأكدت حقيقة قوة السباق من خلال الارقام التي حصلوا عليها إذ إن الفرق مابين عداء وعداء لم يصل إلى الدقيقة وقد خسر كاكي البرونزية بفارق7كسر من الثانية التي حصل عليها الكيني تيموني كبتوم بزمن دقيقة و42,53 ثانية فيما حصل كاكي على زمن قدره دقيقة و43 ثانية وهو الفرق مابين المركز الثالث والسابع وفرق كاكي من الذهبية التي حققها الكيني رودشا ثلاث ثواني فقط حيث حصل رودشا على دقيقة و40,91 ثانية وفرقه من الفضية ثانية 27 كسر من الثانية والتي حصل عليها البوتسواني نيجيل امهاس. صحيح أننا كنا نحلم بإنجاز وكنا نعقد آمالنا على كاكي بعد فشل إسماعيل وصحيح أننا عشنا يوما صعبا وسط المشاركين في الدورة وهم يتابعون انفعالاتنا مع السباق وتحسرنا عقب الخسارة والكل صائم إذ إن موعد السباق جاء قبل الإفطار بساعة حسب توقيت لندن ولكن إذا تعاملنا بالواقع نقول إن ماقدمه كاكي يعتبر إعجازاً لأننا للأسف لم نقدم ولم نوفر له ولا لزملائه مايعينهم على تحقيق أحلامنا فكيف نطالبهم دون أن نوفر لهم مدربا متفرغا ولا طبيبا ولم يمنحوا حقوقهم الا في الزمن الضائع وقد عانوا ماعانوا . مشكلتنا اننا في الرياضة ينطبق علينا (حشاش بي دقنو) والدليل عقب دورة بكين التي توجنا فيها بفضية اسماعيل احمد اسماعيل اعلنت الدولة عن تبنيها لالعاب القوى بعد ان وضح ان الالعاب الفردية هي التي تحقق الإنجازات للوطن وظللنا نستمع لخطب الوزراء والمسؤولين الذين يتسابقون على الكاميرات والاضواء مع كل إنجاز لابطال العاب القوى ليكرروا نفس أسطوانة الاهتمام والرعاية ..يتغير الوزراء والعبارات والوعود كما هي ولو عدنا للأرشيف ستتأكدوا من ذلك. سنظل نحرث في البحر إن لم تتغير نظرة الدولة نحو الرياضة التي مازالت في عقول المسؤولين لعب ولهو ويكفي دليلا مشروع المدينة الرياضية التي لم تكتمل وقد قارب العمل فيها إلى ربع قرن من الزمان والمضحك ان نطالب بميداليات أولمبية ونحن لانملك مضمار العاب قوى قانوني وحتى الذي شيد بهدية من اللجنة الاولمبية الدولية لم نحافظ عليه . كاكي كان يحتاج لاعداد نفسي لان الكل كان ينتظره وهو نفس ماحدث له في بكين لان الكل يومها حتى اعضاء وقيادة البعثة يركزون عليه ولا أحد كان يتوقع اسماعيل الذي كان فوزه مفاجئاً حتى للبعثة ولاتحاد ألعاب القوى. ونحن في طريقنا إلى الملعب كان يتحدث معي مدرب ألعاب قوى سابق ومدرب ضمن البعثة البحرينية ونحن نتحدث عن كاكي وهل سيحقق نتيجة فقال لي إن كاكي خامة ممتازة لكنه يستعمل تكتيكاً خاطئاً وهو يقود السباق وهو أمر يعرضه للخسارة إذ يجب على العداء أن يبدأ تدريجياً ويوزع طاقته ليصل إلى القمة في الجولة الأخيرة وأخاف عليه اليوم إذا قاد السباق. وبالفعل قاد كاكي السباق وبنفس واحد وتقدم حتى نصف الجولة الأخيرة فتفوق عليه منافسوه الذين أجادوا التكتيك وصدق المدرب البحريني. كاكي نشهد لك أنك أديت الواجب كاملا نحو وطنك وانت مازلت صغيرا وامامك مستقبل ولي عودة ان شاء الله. عبد المجيد (لندن)