محمد الياس السني خريف الرتوع كانت توقعات هيئة الارصاد الجوية في الخريف الماضي في بيانها ان الخريف سيكون كخريف عام 88م وان الامطار ستهطل بمعدل 30مطرة في الشهر الواحد وانتهي موسم الخريف ولم تهطل سوى مطرتين في الخرطوم.. وصرفت الولاية ملايين الجنيهات للمحليات لدرء اضرار الخريف ولتصريف مياهه التي لم تهطل.. آنذاك.. والملايين راحت "شمار في مرقة".. موسم الخريف في هذا العام لم تنبث هيئة الارصاد الجوية ببنت شفة في أمره وتولت امر التوقعات إدارة الدفاع المدني حيث توقعت هطول الأمطار في الهضبة الأثيوبية.. وفيضان النيل الخطير.. والامطار الغزيرة في معظم ولايات السودان.. وفاض النيل وامتلأ وشكل خطورة بالغة على ساكني شواطئه.. وما فتئت الامطار تهطل ليل نهار بغزارة ففضحت السلطات وأحرجت المحليات.. وأخجلت الولايات.. لاسيما ولاية الخرطوم التي لم تجد علاجاً منذ سنين لتصريف مياه الامطار من الشوارع الرئيسية والاسواق.. ناهيك عن الاحياء والحلال.. واجتاحت السيول والامطار مواقع عديدة ودمرت آلاف المنازل كلياً وجزئياً وشردت آلاف الاسر وأسكنتهم العراء والخيام.. وازدادت الامور تفاقماً بعجز السلطات الصحية والبيئة من درء كوارث صحة البيئة فاختلط حابل القمامة والأوساخ بنابل مياه الامطار الغزيرة التي لم تجد تصريفاً إلى أي اتجاه فقبعت بركاً أمام المنازل ووسط الأحياء في قلب ولاية الخرطوم ومدنها الثلاث العامرة التي وجد فيها الذباب والبعوض المراتع الخصبة ليتوالد ويتكاثر ويفعل ما يفعل بالبيئة وساكنيها. صراحة لم نعد نعرف لمن نوجه اللوم؟ للولاية التي لم تبذل أي جهد منذ سنين لمعالجة امر تصريف المياه وتكتفي فقط بحفر المجاري وترك ترابها وانقاضها لتعود اسوأ مما كانت عليه؟ برغم الطفرات العمرانية الواضحة؟ أم نوجه اللوم لهيئة الارصاد الجوية التي يبدو أنها لم تعد قادرة على قراءة الأوضاع بالصورة السليمة والصحيحة التي توصل المعلومات لجهات الاختصاص لعمل المعالجات اللازمة!! ام لوزارات التخطيط العمراني؟ أم نوجهه لادارة الدفاع المدني التي صدقت توقعاتها وان كان الامر ليس من صميم تخصصها؟ وبما أنه لن تصلنا اجابة ناجعة فاننا لا نملك حالياً.. الا ان ننصح المواطن بان يفوض أمره لله رب العالمين.