لن انزلق في تأييد تقارير هيلدا جونسون التي تحررها من نيروبي ضد حكومة جنوب السودان وضد الجيش الشعبي، وذلك لأنني لا احتمل إطلاقا (العدالة المسيسة) ولا (حقوق الإنسان المسيسة) وموقفي منها مبدئي وراسخ (غير مسيس) ولن أقتنع بتقارير هي جزء من (الضغوط الأمريكية) حتى ولو كانت هذه الضغوط لصالح تدفق النفط صوب الشمال وذلك لأن النظرة الإستراتيجية الفكرية تملي علي إتخاذ موقف واضح وقطعي من إستخدام حقوق الإنسان لصالح موجة جديدة من الإستعمار الأوربي الأمريكي. أين كانت هيلدا جونسون قبل عام؟ قبل ستة أشهر؟ أين كانت لحظة إندلاع العنف في جونقلي؟ أين كانت لحظة إغتصاب الفتيات اللاتي أحصت أعدادهن في جونقلي ولم تنس (محاولات الإغتصاب الفاشلة! لقد كانت هيلدا (الإنسانية) مشغولة بأمور خارج نطاق واجبها وصلاحياتها. كانت مشغولة بجنوب كردفان والنيل الأزرق ... ولايتان في دولة أخرى غير جنوب السودان الذي تم تعيينها فيه لتكون رئيسة لليوناميس ... بعثة الأممالمتحدةبجنوب السودان بعد أن إضيف إليها حرف الإس الزائد ... وقبلها كان حرف الإس الواحد يرمز للسودان ولكن (دبل إس) هي ل: UNMISS - South Sudan الشخص الذي يمثل الأممالمتحدة شمالا وجنوبا في قضايا السلام هو هايلي منكريوس ولكن هيلدا واجبها هو جنوب السودان فقط وقد تخلت عن واجبها وإنشغلت بدولة مجاورة مما أسهم في سقوط الضحايا وذلك لتشتيت دور الأممالمتحدة ... ألا يصلح هذا لإقامة دعوى ضد هيلدا بإعتبارها شريكة في أحداث جونقلي؟! أنا ضد العدالة المسيسة على خط مستقيم لن ألتقي معها إطلاقا وان تأخذني لوثة سياسية في سبيل تأييدها. ومن مشكلات حقوق الإنسان حاليا أنها تحولت إلى (ادوات سياسية) تفضي إلى عدالة مسيسة (دولية زعموا) لا تفضي في النهاية إلى لتحقيق المصالح الأوربية الأمريكية عبر الجنائية (سيئة الذكر والسيرة) ... وأذكر أنني كنت في جدل صاخب في ورشة عمل دولية عن حقوق الإنسان ودار الحوار التالي: المبدأ المطروح للنقاش لا بد أن تكون كل الخطط الأفريقية مؤسسة على حقوق الإنسان فتكون التنمية مثلا مؤسسة عليها، (المقصد الخفي والخبيث هو الحد من الإستثمارات الصينية لأن الصين لا تهتم بسجل الدول الأفريقية في حقوق الإنسان حسب الرأي الغربي): Human Rights – Based Development وعندها قدمت مرافعة جوهرها أن حقوق الإنسان على العين والراس ويمكن أن تصلح معيارا للتنمية ولكن شريطة ألا تكون حقوق الإنسان ذاتها مؤسسة على السياسة: Politics – Based Human Rights في هذه الحالة غالبا ما يتم إتخاذ موقف مسيس ومؤسس على حقوق الإنسان عندما تمنح الدول الكبرى المنظمات الدولية (الضوء الأخضر) ... مثلما فعلت هيلاري كلنتون ... زارت جوبا لمدة ساعتين وقرعت سلفاكير لأنه تجرأ وقال (لا) ثم سافرت لتترك بقية المهمة لهيلدا التي صمتت على الجرائم بأوامر أمريكية ونطقت باوامر امريكية ..!