تنتشر هذه الأيام في شوارع الخرطوم سيارات تحمل مكبرات صوت ويتحدث من فيها عن فوائد كثيرة لعشبة المورينغا ؛ حتى بات المرء يتخيل أن هذه العشبة ما هي إلا صيدلية كاملة تحوي داخلها وصفات علاجية لعشرات الأمراض مما جعل بعض الساخرين يقولون بأنه إذا ثبتت فعالية هذه النبتة في علاج كل هذه الأمراض فالكثير من الأطباء سوف يهجرون مهنة الطب ويغلقون عياداتهم بسبب (المورينغا!) برغم أن الكثير من هؤلاء الأطباء حملوا أمتعتهم بالفعل وقصدوا جهاز شؤون العاملين بالخارج لاستخراج تأشيرات للعمل خارج البلاد بحسب ما جاء في بعض الصحف ! وفي حال ما ثبت أن هذه العشبة تساعد على التركيز والتفكير السليم فما علينا سوى إهداء القليل منها للمسؤولين عن أمر الصحة كي يقوموا بخطة إسعافية عاجلة تستهدف تحسين أوضاع الأطباء وإنقاذ الوضع الصحي في البلاد من هذه الهجرة للكوادر الطبية السودانية المشهود لها بالكفاءة في شتى أنحاء العالم وبينما تغادر الكوادر الطبية البلاد لا تزال (صمة خشم ) كثير من مسئولي وزارة الصحة على حالها ولا نسمع لهم (قحة) في هذا الموضوع (يكونو شربو مورينغا عشان كدة ما بتجيهم قحة؟!) ولو ثبت لنا بالدليل القاطع فوائد هذه العشبة فنحن في حاجة لكي نقوم بتقديمها لساسة هذه البلاد على اختلاف مواقعهم فيمكن تقديمها لساسة الحكومة في المفاوضات كي يستطيعوا دخول أجواء المفاوضات بتركيز بعيدا عن صراخ كتاب الحزب المسمى منبر السلام العادل هذا الحزب الذي يحتاج أيضاً للمورينغا كي يحدد موقعه إذا كان مع الحكومة فيعمل على إسداء النصح لها والمساهمة في تحقيق السلام أو إذا كان حزبا معارضا فيسعى للتوجه للشارع بشكل حقيقي وليس أن يظل حزبا حبيسا في مربع الجنوب الذي غادر خارطة السودان بينما يشغل تفكير قادة هذا المنبر وكتاب صحيفته فينشغلون بأخباره وينقلونها لذلك هم يحتاجون للمورينغا إذا كانت تساهم في تنشيط الذاكرة فعلا ليدركوا أن الجنوب رحل عنا وكي يفهموا أنهم يحتاجون لبرنامج سياسي حقيقي في الإنتخابات المقبلة وليسوا محتاجين لإثبات العلاقات بين الكيان الصهيوني ودولة جنوب السودان مثلاً وكي يتذكروا انهم حزب يجب أن يكون معروفاً أكثر من صحيفته فالصحيفة يجب أن تكون ناطقة باسم الحزب وليس العكس ! ومن موضوع السياسة نتجه صوب موضوع آخر نحتاج فيه للمورينغا وهو الشأن الرياضي فلو أن المورينغا لها كل هذه الفوائد فالأولى بالمسؤولين عن الرياضة البحث والتدقيق في فوائد هذه العشبة وإمكانية الاستفادة منها لدعم لاعبي المنتخب الوطني ليحققوا إنجازات كروية في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات الأمم الإفريقية بجنوب أفريقيا في العام المقبل والمساهمة في تحقيق إنجاز رياضي مشرف يضيف لقاموس أفراحنا الرياضية التي ننشدها أسماء جديدة تحتل مواقعها بجانب اسم العداء أبو بكر كاكي الذي صار ناراً على علم بإنجازاته المتميزة وعلى ذكر أبو بكر كاكي فربما نحتاج لإهداء بعض المورينغا للمسؤولين عن ملفه كي يهتموا بأمره ويحافظوا على الأمل الرياضي الذي لا زال يهدي الفرحة لقلب هذا الشعب .. موضوع المورينغا صار يشغلني بالفعل وما شجعني على الكتابة عنه أن بائعي المورينغا يتجولون بحرية كاملة في العاصمة وهذا يجعلني أظن بأن الجهات المسؤولة متأكدة أنه ليست لهذه العشبة أضرار وبالتالي ما ينقصنا هو تأكد هذه الجهات من فوائد هذه العشبة التي نحتاجها جداً في مختلف المجالات وبينها مجال الفن كي يقوم الفنانون بعد استعمال المورينغا باستعادة نشاطهم الفني والتفكير بشكل جيد والبحث عن أساليب جديدة للغناء والابتعاد عن تقليد الفنانين (الكبار) وترديد أغنياتهم دونما البحث عن نصوص جديدة ! إن كانت المورينغا سوف تحل لنا كل مشاكلنا فالبلد تستحق منا أن نقدم لها المورينغا كي تنهض من جديد وعجبي ..!! هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته