*حسرة كبيرة ضربت وسطنا الرياضي وجاليتنا السودانية في قطر وهم يتابعون ويشاهدون شلالات الفرح لمختلف البعثات وهي تحصد الذهب فقط لأن أغلب هذه البعثات عملت مبكرا ووضعت أهدافها وهي الآن تجني ثمار تخطيطها على عكس أبطالنا في مختلف المناشط وبدلا من إهداء الوطن والجالية ميداليات ذهبية أهدوهم الإحباطات والانكسار والذل حتى اشفق عليهم وفدنا الإعلامي والذي ظل بفعل هؤلاء يكثر من المبررات تارة بأن فصل الجنوب عن الشمال وأخرى بعدم الجاهزية والتحضير لضيق ذات اليد في دورة لا وقت للكلام فيها * فمنذ الساعات الأولى لانطلاق المنافسات الرسمية لها، أصبح الصوت الأعلى لصيحات المدربين وزئير المشجعين وصرخات اللاعبين الذي يبذلون قصارى جهودهم، سعيا للتتويج وانتزاع الذهب وهو مانقص مدربينا ولاعبينا ومشجعينا، وأصبح جدول الميداليات في الدورة دائم التغيير في كل لحظة عدا منتخباتنا، هذا التغيير جعل الإعلاميين، وبالذات في الفضائيات ووكالات الأنباء والمواقع الالكترونية، يتسمرون طول الوقت في الملاعب لملاحقة النتائح او يتحلقون حول أجهزة الكمبيوتر المحمول لمتابعة الموقع الرسمي للبطولة مما يؤكد على عنفوان المشاركين في الدورة. *أستطيع أن أوكد بعد التنافس الشديد والتغيير المستمر أن خارطة الرياضة للدول المشاركة في الدورة ستتغير والمفاجآت ستصنع الفارق، والمنتخبات واللاعبين الذي جاءوا معتمدين على تصنيفات ومستويات سابقة ترجح كفتهم بما فيهم منتخباتنا، سيدفعون ثمن عدم تحديث معلوماتهم وسيتراجعون لمراكز أخرى غير التي كانوا يتوقعونها، والمفاجآت بدأت منذ اللحظة الاولى في مختلف المسابقات، ووضح ان المنافس التقليدي للقوى المصرية المسيطرة والمهيمنة على الدورات العربية والذي كان يتراوح ما بين المغرب والجزائر وأحيانا تونس او العراق، قد تغير وأصبحت قطر هي القوة الكبرى الرياضية التي تدخلت لمنافسة مصر في السيطرة * تواصلت المفاجآت في الدورة وكانت المفاجأة الكبرى في ذهبية وزن 60 كيلو جراما التي انتزعها البطل اليمني محمود خسروف عندما فاز على البطل الجزائري في المباراة النهائية ليقدم لشعب بلاده المناضل بحثا عن ربيع ثوري يشرق على اليمن، وهي هدية تفوح بالإرادة والكفاح وتبرهن على الطاقات الكامنة في الشعب اليمني المغلوب على أمره.. وكم كانت هتافات الإعلاميين الليبيين الذين كانوا يقفزون فرحا واعتزازا لحظة ظهور بعثتهم في طابور العرض ، هم يصيحون " ارفع رأسك فوق .. أنت ليبي حر ليفاجئهم الديبة ويقهر منتخبهم بهدف في منشط الكرة في إشراقة وحيدة حتى الآن لبعثاتنا. اعتقاد أخير *المؤكد أن القادم أحلى في الدورة التي ربما ستكون الاقوى فنيا في تاريخ الدورات. المثير للدهشة أن جدول الميداليات فتح أبوابه على مصراعيه لكل الدول التي بذل لاعبوها الجهد والعرق وأظهروا روح الكفاح، فكوفئوا بالفوز ومنصات التتويج ودخول جدول الميداليات مبكرا والذي ازدحم حتى اللحظة من عمر الدورة بميداليات ا 17 من أصل 21 دولة مشاركة، وهو معدل كبير جدا في توزيع الميداليات، حيث أن جدول ميداليات الدورات الاولمبية وبطولات العالم في الغالب؟؟؟ *أعتقد أن اليومين القادمين سيشهد دخول باقي الدول الاربعة التي لم تتوج حتى الآن وهي السودان وموريتانيا وجيبيوتي وجزر القمر وتحديدا منشطنا لألعاب القوى والذي نعول عليه كثيرا لإحراز ذهبية من النجمين الذهبيين كاكي واسماعيل حتى نلحق بباقي المنتخابات التي أحرزت الميداليات.. بغرض رفع رأس جاليتنا ورفع الحرج عن إعلاميينا الى جانب إهداء شعبنا قليلا من الفرح لأنه يستحق ! *أتمنى أن تكون الدورة قد فتحت عيون مسؤولينا عن الرياضة لأن التاريخ لا يرحم ومن أراد الإنجازات وحصد ميداليات الذهب أن يستعد لها جيدا وأن يدفع كثيرا للمنشآت والبنيات التحتية وتحضير اللاعبين وقبل هذا وذاك لابد من تغيير عقليتنا ونظرتنا للرياضة من أنها عملية لهو ولعب الى أنها أصبحت سفارة ونمزج حضارة وتساهم في رفع الأمم لمصاف دول العالم المتحضر والمتطور. أرجو أن نخرج من دورة قطر بدروس وعبر تفيدنا في قادم المنافسات وتفتح آفاق وعقول إداريينا ومدربينا ولاعبينا على المستقبل الفسيح.