وفد حكومة الجنوب بقيادة باقان رمى المفاوضات بمطالب تعجيزية.. طالب برفع حالة الطوارئ في المناطق السودانية الحدودية.. وتبادل السفراء.. ورمى للمفاوضات.. خريطة سياسية.. توغلت بمساحة (41) ميل في منطقة (سماحة) ببحر العرب.. بل أضافت هجليج إلى خريطتها.. فحكومة الجنوب بهذه المطالب التعجيزية قد حفرت (حفرة) للمفاوضات في ذات الوقت.. قدمت حكومة السودان خريطة الأممالمتحدة التي عليها تم إجراء الإستفتاء والإنفصال.. وإعتراف السودان بدولة الجنوب.. فحكومة الجنوب حفرت (حفرة) لإجهاض المفاوضات لتنتهي المهلة المقررة التي قررها مجلس الأمن للوصول إلى العقوبات.. وحكومة الجنوب حفرت هذه (الحفرة) لتضغط على السودان لعمل نيفاشا جديدة بين قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية وبين حكومة السودان.. حكومة الجنوب ترمي إلى نيفاشا جديدة.. ليتقاسم قطاع الشمال مع الحكومة السلطة والثروة.. هذه الحفرة التي حفرتها حكومة الجنوب لتصطاد السودان.. فدولة الجنوب تريد أن تقول إن حكومة السودان هي التي تقف حجر عثرة في طريق المفاوضات.. فهي لا تريد أن تصل إلى اتفاق يسهم في استقرار المنطقة.. فحكومة الجنوب تريد حالة الحرب لتصرف شعبها عن الجوع والتردي المريع في كل مؤسسات الدولة الوليدة.. حكومة الجنوب تريد أن تصرف شعبها من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الدولة الجديدة.. فشعبها يصطف للحصول على جالون بنزين.. وقطعة خبز فطلبها برفع الطوارئ .. أمر ليس من شأن دولة الجنوب.. ولا أية دولة أخرى فهو شأن داخلي بحت.. واما هجليج فهذا طلب سخيف وغير منطقي.. فخريطة هجليج حسمتها محكمة لاهاي فان كانت هجليج التي احتلتها حكومة الجنوب منطقة جنوبية.. فلماذا انسحبت منها.. وحقيقة انها لم تنسحب لكنها طُردت منها شر طردة.. فالحفرة التي حفرتها حكومة الجنوب هي امتداد المفاوضات العبثية التي تعقد بين الحكومة السودانية وحكومة الجنوب.. فأجزم إنها مفاوضات لا تعود إلى حلول سلمية.. فحكومة الجنوب تنفذ مخططاً قوياً خارجية تريد خلق فوضى خلاقة.. فحكومة الجنوب التي أضافت مناطق غير متنازع عليها بالخارطة الجغرافية.. تريد أن توسع دائرة النزاع.. تريد أن تضع قدماً لقطاع الشمال الذي هو جزء أصيل من جيشها والجيش الشعبي.. تريد أن تمكنه من التفاوض ليعود عرمان وعقار إلى السلطة.. وبعودتهما تكون الحركة الشعبية تحكم في الشمال.. كما تحكم في الجنوب.. وتريد الجنسية المزدوجة.. والتنقل بين الشمال والجنوب.. فكلما وقعت مجاعة في الجنوب دفعت حكومة الجنوب بمنسوبيها إلى الشمال.. هذا هو تفكير حكومة الجنوب.. تريد أن تأخذ ولا تعطي بل تطمع في اللقمة التي في فم أي طفل شمالي.. لا أعتقد أن حكومة الجنوب التي تأكد إنها تضع المتاريس للمفاوضات.. إنها تريد سلاماً واستقراراً للدولتين وتعايشاً للشعبين الشمالي والجنوبي.. حكومة الجنوب هي حكومة (حرب) منهجها الحرب وعقليتها (الحرب).. فلا يعقل لحكومة راشدة أن تنكر على سبيل المثال الخريطة المعتمدة من المنظمة الدولية.. فكلما قلت إن هناك مخططاً وراء هذه المفاوضات.. فلا أدري لماذا هذا الضغط من مجلس الأمن لانعقاد هذه المفاوضات.. فهل النزاع بين الجنوب والشمال هو النزاع الوحيد في العالم؟؟ ولماذا تحديد فترة (3) أشهر؟؟ ولنسأل مجلس الأمن ماذا عن النزاع بين الإمارات وإيران حول الجزر والنزاع بين باكستان والهند في كشمير.. صدقوني هناك (حفرة) كبيرة يحفرها (مجلس الأمن).. المجلس الأمريكي حفر البند السابع.. وما أدراك ما البند السابع.. أخيراً على وفدنا المفاوض أن يتذكر أن الشعب السوداني لا يقبل أي تنازل في أرضه.. وأي تفاوض حولها مرفوض.. وأن يحسم الملف الأمني.. فلا تفاهمات قبل الملف الأمني وكفاية تنازلات.. والله الموفق لما فيه خير البلاد والعباد..