نظّم اتحاد الصحفيين (ندوة) حول مستقبل العلاقات الامريكية السودانية.. بالتعاون مع منسقية الخدمة الوطنية بولاية الخرطوم.. الندوة التي شرفها عدد مقدر من الصحفيين ومن المهتمين بالشأن الامريكي والسوداني وحضور أنيق من رجال السلك الدبلوماسي من المملكة المغربية.. الندوة واحدة من برامج الاتحاد الثقافية عبر منبره الذي شهد عدة ندوات وورش عمل.. لكن هذه الندوة تجيء في وقت مهم جداً.. حيث أنّ الإدارة الامريكيةالجديدة تعد لعلاقة خارجية مع العالم.. حسب ما ذكر السفير الامريكي الذي خاطب الندوة ولأول مرة يخاطب سفير امريكي الصحافة في منبر (صحفي) ومهمة من معطيات أن العلاقات السودانية الامريكية التي ظل يسودها التوتر وتعكرها أجواء خلافات الرؤى.. وتجعل انعقاد هذا الندوة مهمة وضرورية.. ضرورية بحيث أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة كبيرة وذات تأثير على الدول بل على حياة الإنسان ككائن بشري يعيش في هذا الكوكب.. فالورقة التي قدمها الدكتور ربيع عبد العاطي كانت ورقة حاوية وضافية. شخصت أسباب ركود العلاقات بين الدولتين وأبانت بالأرقام والحقائق والوقائع الخطوات من حكومة السودان تجاه أمريكا حتى ترفع (عصاها).. وبالدليل العملي كيف سعت الى تحسين علاقتها مع امريكا.. وكشف عبد العاطي عن الذين لهم أجندة ضد السودان والقى باللائمة على المنظمات.. التي لها القدرة في السيطرة على القرار الامريكي.. سواء قرارات من الكونغرس أو الإدارة الامريكية.. فالندوة التي كما قلت بالتعاون مع الخدمة الوطنية.. فقد خاطب الندوة الأستاذ عصام الدين ميرغني منسق الخدمة الوطنية بولاية الخرطوم.. والذي أوضح دور الشباب في العمل الإجتماعي والسياسي.. وبين رسالة الخدمة الوطنية.. كمؤسسة تربوية تهدف الى خلق مواطن صالح.. له إنتماء لوطنه.. وشارك في الندوة مدير إدارة العلاقات الامريكية بالخارجية.. وكما خاطب الندوة الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد رئيس مجلس الصداقة الشعبية.. فكان حديثه خارطة طريق.. لعلاقة متوازنة مع امريكا.. وفي البدء خاطب الندوة دكتور تيتاوي رئيس الاتحاد.. وأدار الندوة الأستاذ الفاتح السيد الأمين العام للاتحاد.. ودار حوار ثر وقيم من الحضور.. وبالجد كانت مناظرة فكرية وسياسية.. يمكن أن تقود الى حوار جاد ومثمر.. يقود الى علاقة بين الدولتين.. علاقة تقوم على الاحترام والتعاون.. من صالح الشعبين الامريكي والسوداني. فالسفير الأمريكي.. أرسل إشارات بأنه من المحتمل أن تكون دورة اوباما الجديدة.. دورة تطوي صفحة الماضي.. فإشارة الدبلوماسية والتي نصها (خلونا في الفترة القادمة نقيم حوار).. و(أن رفع الحظر عن آليات زراعية أمريكية عبر شركة).. إشارة دبلوماسية باحتمال (انفراج) وتطبيع العلاقات. لكن نعود الى توتر هذه العلاقة التي أحسب أنها ليست في صالح امريكا لأنها طيلة هذه المدة لم تعد فائدة ملموسة للإدارات الامريكية التي تعاقبت.. فلا النظام السوداني سقط.. ولا القيامة قامت.. فإن كانت امريكا.. تحارب السودان من أجل العلمانية.. فامريكا ليست بعلمانية.. فأي مرشح لإدارتها لابد أن يبدأ حملته الانتخابية من الكنيسة.. وإلا لن يحالفه الفوز.. ونسأل هل يستطيع.. رئيس امريكي كاثوليكي أن يبقى في البيت الأبيض.. لن يبقى أي رئيس أمريكي كاثوليكي رئيساً على الولاياتالمتحدةالأمريكية سيغتال فوراً.. والمثال على ذلك جون كنيدي وابراهام لنكت.. إذاً لابد لأمريكا أن تحترم ثقافات الشعوب ومعتقداتها.. ولاسيما بأنها دولة عظمى.. كونتها شعوب.. والسودان ولايات متحدة مصغرة مكونة شعوب بلد له تاريخ وحضارة.. وبلد غني بموارده.. فبدلاً من تدميره وتمزيقه.. السفير نفى أن تكون بلاده تريد تمزيق السودان.. بدلاً من تدميره يمكنها عبر علاقات (مصالح).. أن تستفيد من هذه الموارد ولا أحسب أن حكومة السودان سترفض تعاوناً مع أمريكا.. أما إن كانت حول الديمقراطية.. فالديمقراطية لا تحتاج الى حماية دولية.. فالشعب السوداني.. شعب جُبل على الحرية.. والحريات بالسودان.. مشاعة ولا تحتاج الى تقارير من منظمات دولية أو أقليمية.. وأظن أن مساحة الحرية المتاحة في السودان.. لا توجد في كثير من الدول.. فأمريكا تتعامل وتتواصل مع دول لا تحترم الحريات.. دول تضطهد الإنسان ولا تحترم حقوقه وذاتيته.. دول تبيد الإنسان.. فالإنسان عندها مجرد حشرة قذرة.. وأمريكا تعلم وتعرف كيف أن الإنسان في بعض الدول لا قيمة له. ٭ نقطة أخيرة: أعتقد أن العام الجديد.. سيحمل في طياته متغيرات.. ولكن لا ندري ما هي هذه المتغيرات.. فلننتظر.. فستأتي لك الأيام ما كنت جاهلاً وتأتيك بالأخبار بما لم تزود.