قبل عام كنت أنام في فسحة مكشوفة بدارنا بأم درمان فلاحظت أن في السماء جسماً غريباً يجثم فوق رأسي مباشرة لا يتحرك ولا يتزحزح من مكانه وتصدر عنه ثمة أضواء وكل ليلة كنت أتأكد من وجوده في ذات المكان ولم أقم بإبلاغ الشرطة أو خلافه بإكتشافي بإعتبار أن ذلك الجسم يقوم بمهمة محددة أو إستكشافية ربما تخص جهة علمية تعلمها الحكومة، وإلا لتم رصدها خاصةً وأن الفضاء أصبح مستباحاً ومباحاً، والتكنلوجيا تخترقه وكل دولة «وشطارتها» في الرصد والمتابعة، ولا أعتقد أن بلدنا لديها المعدات والإمكانات لمراقبة الفضاء السوداني ومعرفة ما يدور فيه من حراك مشبوه وهب أننا أردنا فأي الجهات تتولى مثل هذا العمل العلوم والتقانة أم الأمن والمخابرات ام وزارة الداخلية أم سلطة الطيران المدني؟ ويبدو أن الأساليب الإستخبارتية قد تطورت فلم تعد قاصرة على الآليات وحدها بدليل أن «صقراً» قيل بإنتمائه لدولة اسرائيل تم القاء القبض عليه متلبساً بأجهزة رصد ورقم مثبت في إحدى رجليه وذلك في منطقة خور السكر شرقي مدينة زالنجي بدارفور. وقد صوب عليه النار أحد المواطنين العاديين بعد أن لاحظ فضوله الزائد فيما يبدو وتسلمه عمدة المنطقة الذي قام بتسليمه للجهات الأمنية المختصة وقيل إن الصقر يحمل لمبة إشعار مزودة بعدسة لاقطة في إحدى جناحيه وفي الآخر جهاز معلومات مصحوب «بأريل». وغير معروف إن كانت للصفر المقبوص عليه «رفقة» لم يطالها رصاص بندقية ذلك المواطن، والواحد يريد أن يعرف كيف تعاملت الجهات الأمنية مع هذا الأسير الإسرائيلي .. فمثلاً كيف وماذا تطعمه حتى يبقى على قيد الحياة وهل تم «تفكيك» الأجهزة المذكورة من جسمه أم لا؟ وبالطبع الذي كان يتجسس عليه الصقر الإسرائيلي شأن ولائى ويتعلق بدارفور بالتحديد لكنه في النهاية قضية أمنية مركزية ولابد أن الصقر الآن في الخرطوم ونتمنى أن تتسابق أجهزة ووسائط الإعلام لتصويره بعد الفراغ من إستجوابه لا تستبعدوا أن يكون ذلك الصقر «أطرشاً»!!