في المؤتمر الأخير للصحفيين العرب... الذي انعقد بالقاهرة والذي شاركت فيه.. وفي لقاء على هامش المؤتمر.. دار الحديث بيني وبين الزميلة الموريتانية أم كلثوم محمد مصطفى.. عضو الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب حول العلاقات السودانية الموريتانية.. تلك العلاقات الضاربة في أعماق.. أعماق التاريخ.. فقالت لي الزميلة أم كلثوم علاقة الشعب الموريتاني بالسوداني ليس في الثوب السوداني.. اللبس القومي للمرأة في السودان وموريتانيا.. بل تعمقت العلاقة بوجود شركة (سوداتل) التي عبر الألياف الضوئية فتحت أبواب التواصل.. بين الدولتين وبين العالم أجمع.. فشركة (شنقاتل) هي التوأم لشركة (سوداتل).. فمن مشكاة واحدة.. طلع هذا المولود الرائع من أب سوداني.. وأم موريتانية.. فسوداتل تجاوزت الصحارى والقفار والسهول والجبال.. فتمددت لتصل بين شعبين تجمعهما مشتركات عديدة.. الدين واللغة والعادات والتقاليد.. فأشبه الشعوب بالسودانيين.. هم الموريتانيون.. وما بين السودان وموريتانيا أقدم وأكبر وأعمق.. فما بينهما دماء تجري وقربى ونسب قبائل وأفخاذ وأسر وبيوت مشتركة.. فأين ما ذهبت في السودان.. أو موريتانيا.. تجد جسور تواصل بين الدولتين (الشناقيط) قل.. أو قبائل أخرى قاسم مشترك.. قلت لصديقي الأستاذ ياسر عائس.. ليس هو جدك الأكبر من أمك الشيخ المجاهد (ماء العينين).. الذي له في موريتانيا والمملكة المغربية والسودان (عرق) أبناء وحفدة.. بل لنا (نحن) الأشراف (البركاتية) أحفاد الشريف بركات بن نمى.. مجموعات (بركاتية) في المغرب وموريتانيا ومصر واليمن.. مجموعة بركاتية توزعت في زمان ما بين هذه الدول.. يوم أن كانت بلاد المسلمين لا تعرف حدوداً سياسية .. فالحدود من فعل الإستعمار.. لكن علماء شنقيط.. إخترقوا تلك الحدود ينشرون الإسلام.. والمعرفة.. وحتى زميلي الأستاذ السمؤال عوض السيد.. من بلاد المغرب.. جاء أجداده.. واعتقد أن قبيلة (المغاربة) تجسيد للعلاقة الأزلية بين شعب السودان والشعوب المغربية.. وأقوى ما في هذه العلاقة المذهب (المالكي).. مذهب أهل السودان وبلاد المغرب.. والطرق الصوفية.. ولا سيما الطريقة التجانية.. والشاذلية.. أول طريقة صوفية تدخل السودان.. أشياء وأشياء تصل ما بين السودان وموريتانيا.. فشركة سوداتل جددت هذه العلاقات الأزلية.. فخروجها من الدائرة المحلية بالتأكيد أكسبها هذه المكانة العالية.. وأستطيع أن أقول إن (سوداتل).. هي سفارة سودانية في أفريقيا.. فلم تتوقف سوداتل عند موريتانيا.. بل ذهبت وركزت رايتها في (السنغال).. أي أنها تمددت من بحر (القلزم) البحر الأحمر.. الى بحر (الظلمات).. المحيط الأطلسي.. فبعد أن كانت الأنشودة (أنا سوداني.. وخليك سوداني).. فهي تنشد مع الراحل المقيم إبراهيم الكاشف.. (أنا سوداني أنا أفريقي سوداتل - السنغال - موريتانيا - السودان وأنا سوداني وأنا أفريقي).. فما ذكرته ليس ترويجاً لهذه الشركة الوطنية.. بل دافعه.. وحي اللقاء.. الذي جمعني بالإخوة الموريتانيين.. في القاهرة.. الأستاذه أم كلثوم.. والأستاذ محمد ولد سيد أحمد.. فحديثهم عن سوداتل جعلني أشعر بالزهو.. لذا كان لزاماً عليّ من منطلق إنتماء وطني.. أنا أفخر بهذه الشركة.. وبفخر بها كل (سوداني).. فما أعظم عندما تسمع من الآخرين .. (الثناء) لمؤسسة سودانية أو حتى (شخص) سوداني.. فالأشخاص والشركات هي سفارات حقيقية.. فشركة (سوداتل) سفارة سودانية.. نأمل أن تنتشر في كل بقاع القارة الأفريقية.. وفي المنطقة العربية.. وبالتأكيد أن هذا النجاح وراءها الإنسان.. فالعاملون بهذه الشركة وراء هذا النجاح.. فهم يستحقون (نجوم) الإنجاز.. فالمزيد من التقدم والإزدهار لهذه الشركة الوطنية.. التي رفعت رأس السودان عالياً وفعلاً أن الرجال في فعلها ولا في الكلام.