لم يعد السكوت ممكنا في ظل التشظي والتمزق الذي يضرب حزب المؤتمر الوطني –بوصفه الحزب الحاكم والقائد للجزيرة (صرة السودان) وقلبه الذي يضخ الحياة لجسد الوطن المثخن بالجراح- وبوصفه (الحزب الكبير) الذي يفترض أن يكون أكثر تنظيما ولكن ما جاء في الأخبار يقود الي اعلان اصلاح داخل مؤسساته – وهذا ماكنا نقوله – بأن الوطني بالجزيرة – (معلول) ومأزوم – وماكشفته (قضيه) الوطني بمحلية ودمدني ضد جريدة (الأهرام اليوم) يؤكد أن الوطني بالجزيرة - مشلول –وكسيح –فالخلافات والصراعات تجاوزت (الحي السوداني) حيث (مقر الحزب) فدخلت الي (المحاكم) فضيحة مجلجلة – صراع حول سيارة غير مرخصة – تدور بين (الشرطة ) ورئيس الحزب ونائبه –واتهامات تعدي- وتدخلات جهاز تنفيذي – كلها حلقات مفرغة – تشير الي ضعف الأداء السياسي والتنظيمي والي التلون الفكري الذي ضرب الحزب المتكلس – لاتخصنا كثيرا السيارة والصراع حولها – يهمنا أن نقف علي حال الحزب – هل هو بخير ؟؟ -هل هو علي مايرام ؟؟ فالحزب ليس علي مايرام – ومنافق ودجال وكاذب وأفاك – من يقول أنه علي مايرام – فشاهدنا- أن خلافاته وصراعاته دخلت المحاكم – لا رئيس الحزب ولا نوابه – فعلوا لوائحه لحسم الخلافات – ولا لجنة الانضباط – ولا أحسب أن المؤتمر الوطني بالجزيرة – لديه لجنة للانضباط – فلو كانت له لجنه – لأستدعت – رئيس الحزب بمحلية ود مدني الذي دفع بقضية للمحاكم – والي نائبه الطرف الثاني- فالقضية للأسف تجاوزت كونها قضية نشر – فتحولت الي قضية تحمل ملامح سياسية – تحولت الي قضية (نشر غسيل) – وباحة للخلافات – وساحة للجدل – هل الحركة الاسلامية – لها علاقة بالمؤتمر الوطني أم لا ؟؟ ماهذا الهبل والخطل ؟؟ ومنذ متي كانت أسرار وخلافات الحزب في المحاكم ؟؟ وهنا نسأل أين الجهاز السياسي للحزب وأين الجهاز التنظيمي؟؟ فحزب المؤتمر الوطني بالجزيرة يبدو أنه في غيبوبة سياسية – أقول هذا لأني أحس أن ما (أخطر) قادم لا محالة – مادام حزب غير قادر علي أحتواء خلافاته – لدرجة أن هذه الخلافات – تدق أبواب القضاء – فلم نسمع يوما أن حزبا سياسيا – دخل المحاكم – بسبب خلافات منسوبيه – شئ مخجل أن يصل الوطني بالجزيرة الي هذه الدرجة من التفلت والفوضي – ومخجل جدا – أن يصم ويغمض –(المركز) عينيه – لما يجري في الجزيرة – في وقت ينشط فيه لمجرد طرح رأي من ولاية - وأظن أن الأمانة السياسية – تفهم ما أقصده – فما يحدث في الجزيرة –أخطر من (تصريح ) لقيادي بأحدي الولايات – ومؤسف جدا – أن تتواري أمانة التنظيم في المركز – وتدير ظهرها علي ما يجري – أما أمانة الأوسط – فلا أظن أنها ستنزل من برجها العاجي – ولا وقت لديها لتري ما يحدث – فأزمة الوطني بالجزيرة – أزمة رؤية وخيال – وقدرات –فالمؤتمر الوطني بالجزيرة – تحكمه القبضة الحديدية – والشمولية القابضة فالحزب وللأسف يتنفس داخل أكياس بلاستيك – حزب ينقصه الحوار الجريء وتنقصه الحرية – حزب يعادي حرية الرأي – وحرية التعبير في ولاية أهلها سلاحهم حرية التعبير – ولاية من أحشائها – خرج مؤتمر الخريجيين – والحركة الوطنية- فمؤسف جدا – أن يتحول الوطني – أكبر أحزابها الي سجن كبير والي ساحة للصراعات – فالمؤتمر الوطني كيان جامع – لأهل الولاية – وليس ملكا لأحد – فمن أراد أن يدخله في قوقعة – فعليه أن يرحل – ومن حسب أن الحزب ملكا له - فاليدفع بشهادة الملكية فالحزب منظومة سياسية – تجمع مجموعة بشر –تلاقت أرائهم حول فكرة واحدة – فلا أحد يستطيع أن ينزع الفكرة من الدماغ – فالسلطة (الحزبية) لونزعت ماهو مادي – فلن نستطيع نزع الفكرة والرأي – لذلك علي الذين يريدون للوطني أن يكون ضيعة وشركة – عليهم أن يراجعوا أنفسهم – فلا التهديد ولا الوعيد – ولا المحاكم – والتفرغ لمطاردة المخالفين في الرأي – يستطيعون تجريد الناس من أرائهم – فاسلوب (القيصر) و (هامان) لن يبني حزبا – فالأحزاب السياسية تبني – بالحوار وتبادل الأفكار وبالحرية – التي فيما يبدو – يكرهها الوطني بالجزيرة – وأظن أن (المحامين ) الذين تبرعوا للدفاع عن الزميلة (الأهرام اليوم)اشارة تحمل معناها مضامين سياسية - لكن منوا البفهم ؟؟؟ وقالوا في المثل – الممعوط مابطير .