وهكذا نحن السودانيين تسيطر علينا العاطفة في كافة مناحي الحياة ودائماً ما تكون قراراتنا مبنية عليها. ولأن أصحاب القرار يعرفون نقطة ضعف شعوبهم أصبحوا يستغلونهم سوء استغلال ولكم في ذلك مثلاً عظيماً من رئيس نادي الهلال المُستقيل وهو السيد الأمين البرير. وقد ذهبت كل قراراته إلى الهواء الطلق ليتبخر ويطلع للسماء مع قرارات كثيرة في بلادي لا تتعدى من كونها زفيراً محروقاً ساماً يستغل عواطف الشعب السوداني الصِدِيق لما يقال له وبحسب الفِطرة. وأثبت السيد البرير أنه إداري مُحنك و(شفت) عندما جعل الخبر الطاغي استقالته وليس هزيمة الهلال الموجعة التي اقشعرت لها أبداننا نحن المريخاب وبغض النظر عن ما كُنا نريده في أقصى غرف قلوبنا المغلقة ولكننا تفاجأنا شر مفاجأة بخروجهم، فما بالك بالمنتمين وجدانياً للموج الأزرق؟!. خرج عليهم البرير بقرار الاستقالة المُنتظرة منذ توليه رئاسة النادي وقد مورست عليه كل الضغوط الممكنة ليتنحى ولكنه أبى وتكبر وقالها علانية في أكثر من محفل بأنه لن يذهب إلا إذا انتهت مُدته القانونية وقد يترشح حتى بعد انتهاء المُدة. ولكنه عرف متى يمكنه أن يُقدمها وفي أي ظرف يمكنها أن تكون (مبلوعة)و قد نجح بفضل العاطفة الموروثة وتناست جماهير الهلال فاجعة الخروج الذي كان قاب قوسين أو أدنى ولكن كانت للأقدار كلمتها التي فرضتها على مجريات الأمور بحيث خرج الهلال ولازم خروجه خبراً مُفرحاً آخر انساهم الهزيمة لطالما نتيجتها تُبعِد البرير عن قيادة رئاسة نادي عريض اسمه الهلال له مُحبيه ورواده وأقطابه. وإذا عُدنا إلى أصل الموضوع والصدفة(الحلوة) التي أتت بالبرير رئيساً نجد أن سيادته استفاد من خلاف السيدين الأرباب والكاردينال في جلسة مسائية بالحي الراقي قاردن سيتي لمناقشة كيف يُحكم الهلال ومن أولى بالحكم الأرباب أم الكاردينال؟ وبعد نِقاش مستفيض امتد حتى ما بعد مُنتصف الليل بتلك الحديقة الوريفة اتفقوا على أن يأخذ الأرباب المُقترح الذي أتى به الكاردينال ليكون الرد في مساء اليوم التالي وقد كان المقترح بأن يتولى رئاسة النادي للفترة الأولى الكاردينال حتى يتم التمويل لكل ما هو مطلوب منه في فترة رئاسته ليدعم بعدها الكاردينال الأرباب للفترة التي تُليه ولكن خرج الأرباب من الاجتماع يحمل قناعات بأنه لا يمكنه أن يتخلى عن رئاسة النادي لأشرف بأي حال من الأحوال وخرج وفي قرارة نفسه أنه لن يقبل بهذا العرض وفي أثناء ما كان النِقاش مُحتدا بين السيدين كان هناك صوتا يقاطع حديثهم ويقول لهم (ليس المهم عندي من سيأتي رئيساً )و لكن المهم أن أتي أميناً للمال لأي فرد منكم. وقد كان ذاك الصوت هو صوت السيد الأمين البرير .. ولتلعب بعدها الصُدفة وبعض التدبيرات المؤتمرية الوطنية بأن الأفضل لهم وللرياضة أن يأتيهم البرير بدلا عن السيد الكاردينال ليتم توجيه العضويات المُكتسبة والموجهة للبرير ولا يفوتنا هنا أن نُلقي بالتحية على سعادة اللواء حطبة ومجهوداته المُقدرة لاستجلاب البرير رئيساً. دوائر كروية:- -المُستفيد الأكبر من رئاسة البرير لنادي الهلال هو نادي المريخ نفسه وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر. -شطب اللاعب المُقتدر هيثم مصطفى واستفاد منه نادي المريخ خير استفادة وأيضاً من علاء الدين يوسف. -المجلس الحالي استفاد من هيثم مصطفى مادياً عبر المهرجان ولم يُعطه حقه. -كليتشي يُعلن الجوع بالصوت العالي ولم يستلم راتب أربعة شهور ولا حياة لمن تُنادي. -الحضري مظلوم ظُلم الحسن والحسين من المجلس الحالي والآلة الإعلامية عكست الصورة وقلبتها. -سافر الحضري بجوازه المصري للقاهرة وترك السوداني للإدارة ليضعوا له تأشيرة دخول أنغولا ولكنه تفاجأ بأن الجواز السوداني لا توجد به تأشيرة دخول لأنغولا عندما أعطاه فيصل العجب الجواز بإثيوبيا. -شهد أكرم ضد الحضري في اللجنة المكونة من المجلس ولكن فيصل العجب رفض الشهادة ولم يستجب للحضور أصلاً. -وهل شهد أكرم بالشئ الذي حدث أم أنه قال الذي يُثبّت وجوده بالتشكيلة. -زيادة وزن أكرم ال9كيلو منعته من صد الكورة التي شاتها مهاجم ريكيريا تيفو من سوق ليبيا. -نختلف نعم ننتقد لازم ولكن لا للإساءة لأنها خط أحمر لا يشبه المريخاب. -غداً بحول الله نتناول موضوع استقالة مجلس المريخ بشتى تفاصيله. دائرة عاطفية:- قد نلتقي في يوم ما وأسرد لكِ حجم الرواية والحكاية التي منعتني النوم لشهور من الزمان ودهور من المُشتهى. ولكن إذا أردتِ الأختصار للحكاية والرواية فقط ابتسمى لأقول لكِ إن ابتسامتك مسحت كل الذي كان في القلب.