بجلسة صافية صادقة مع أنفسنا نجد الكثير، ونكتشف المزيد من الأحداث التي مرت علينا،منها ما أسعدنا، ومنها ما أدمانا، ومنها ما أضحكنا حتى أبكانا. وتدور بذاكرتنا أطياف تأبى أن تغادرنا وتنمو بجذورنا،ومن خلال نافذة العمر الذي مرّ نرى أن هناك طموحات لم نستطع الوصول لها،وأهداف اجتهدنا لتحقيقها، وعندما صارت بإيدينا تعثرنا وأضعناها. وأحلام تمنينا أن تصبح واقعاً وعند مثولها بين أعيننا وجدناها كابوساً مرعباً. وأشخاص كنا نراهم أقرب للملائكة.. وعندما اقتربنا منهم وجدناهم أشقاء لإبليس. وآخرين كنا نخاف منهم، فوجدنا أن الأمان فى ثيابهم. وترجع عجلات العمر إلى الوراء قليلاً ،فنتذكر أشخاص أحببناهم بصدق والآن لاوجود لهم في حياتنا، وآخرين بغضناهم دون سبب فأصبحوا جزءاً من وجودنا. وكم من أقارب كانوا السبب في تعطيلنا وإعاقتنا بقصد وبدون قصد. وكم من أناس ساعدناهم لينجحوا فتنكروا لنا وأنكرونا ،وكم من أصدقاء كنا نظنهم إخوة لنا، لكنهم طعنونا دون شفقة وخذلونا.. وربت على أكتافنا بكل حنان من لم نتوقع خيراً منه. عبرت بنا وجوه تركت في نفوسنا آثاراً لايمكن نسيانها، ووجوه نتمنى لو لم نرها. ومرات كثيرة حاولنا أن نخلق لأنفسنا ربيعاً جديداً وحلماً جديدا وقلبا جديدا،مرات كثيرة أهدينا الفرح لغيرنا وطوفان من الحزن يغمرنا،وأوقدنا لهم شموعاً من حياتنا ولم نجد من يقول لنا شكراً،جعلنا حياتهم بستانا نضرا، وبخلوا علينا بوردة. وكثيراً ماتمنينا أن يكون لنا ما يمتلكه غيرنا، وعندما امتلكناه وجدناه سبباً للشقاء. وفي خزانة الذكريات تتردد ضحكتهم البيضاء وأنسهم الممتع وثقافتهم الوافرة،نسترجع غضبهم منا حين نخطئ ،ومالهم الحلال المكتسب بالعرق المعطر بالحلال، ومنحهم لنا بصدق لنصبح أفضل منهم ،وعنادنا ودلالنا عليهم. وبعد تجارب وكبوات ندرك أن آباءنا أكثر من أحبنا في الدنيا،ولكنهم صاروا من الأعزاء الراحلين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم..