لعبة كبيرة هذه المسماة صناعة إعلامية،لعبة رخيصة الأجر يقوم عليها بعض الناس الذين مهامهم «قلب الأمور» وتشويه أجنة الإبداع الحقيقي ،وتقديم الردئ على أنه جيد،والسئ على أنه الأفضل. ولا يعرف خبايا هذا الإعلام إلا من دخل دهاليزه، وسبر أغواره ،واستطاع التمييز والقراءة بشكل جلي. يعتقد البعض أن مهمة الإعلام فقط تقديم العناصر البشرية بجميع اهتماماتها على طبق من ذهب ،بينما الحقيقة تقول إن صناعة نجم ما تبدأ بخطة محكمة يخطط لها أفراد ،تتضمن تحسين صورته مرة وتشويهها مرات أخرى. وهكذا تستمر اللعبة وترتفع أرصدة المخططين والمنفذين وأشباه النجوم في البنوك ،ليصبحوا بوقت وجيز بكل وجهات بصرك. إن تسليط الضوء على شخصية ما يعني بدء صناعة تلك الشخصية؛ حتى عن طريق الشتم أو الذم وهي صناعة إعلامية مضادة. لذا لا عجب أن ترى مذيعة تطير من الفرح؛ لأن الكاتب فلان مسح بكرامتها الأرض، وتطاول على شعرها المزروع بأحدث الطرق ،بمقال منشور له في مطبوعة ما. ولن تغضب تلك الشاعرة عندما تجد كل الصحف تتحدث عن زواجها، وتتدخل في كل خصوصياتها بدءاً بزوجها ونهاية ببقراتها الحلوب ومعزتها التي تشتاق لها. ولن يثور ذلك الفنان عندما يتهمه صحفي بإستعمال كريمات تفتيح البشرة وأدوات تجميل نسائية. هؤلاء يعتقدون أن نشر هذه الأخبار عنهم تحقق لهم شهرة مضاعفة،هؤلاء البشر تساوت عندهم الأشياء ،وباتوا لايميزوا بين الطيب والخبيث ،لذا يستمرون في غيهم ويصعدون على غباء البعض. واللوم ليس عليهم ، بل على من يصدقهم ويؤمن بأنهم رسل سلام ومحبة ،وماهم سوى فقاعات ومصادر للزيف ليس إلا. وغدا» سيتساقطون هم وإعلامهم الكاذب كالذباب.