عندما يرتكب أحدنا الخطأ ،يضع لنفسه في الوقت ذاته المبرر أو السبب لإرتكابه هذا الخطأ، ومن أكثر هذه المبررات انتشاراً واستخداماً سرعة الغضب ،وعدم القدرة على تمالك النفس بتأثير الغضب ،وهو مايدفع إلى إرتكاب الأخطاء. في الحقيقة هذا السبب ،لم يكن يوماً مبرراً لمنع العقاب عن مرتكب هذا الخطأ ،بل يكون أحيانا سبباً لتشديد العقاب والجزاء، فهل هناك فعلاً أشخاص لا يستطيعون إدارة هذا الغضب؟ وهناك أشخاص يستطيعون ذلك ؟ على الرغم من أن مبررات غضبهم قد تكون أكبر وأكثر أهمية؟! في كتاب «إدارة الغضب» للكاتبة «جيل لندنفيلد» وضعت فيه العلاج الوحيد للتخلص من الغضب المستمر ،وهو الإعتذار فقط، والإعتذار ليس لأنك كنت غاضباً ،ولكن لأنك تجاوزت الحد وفقدت قدراً من سيطرتك ،وليس مطلوباً أن تحبط نفسك في الإعتذار حتى لا يتحول الأمر إلى معاقبة النفس أكثر مما تستحق ،بل المطلوب فقط أن تتراجع عن أي شيء فعلته وكان غير صحيح، وأن تستبدل به موقفاً أوفعلاً آخر عقلانياً. وإذا فعلت ذلك تأكد من أنك ستصل إلى ماتريد بقوة العقل وليس بقوة الغضب ،مع الإيمان بأن القاتل الوحيد لوجود العقل والحكمة هو الغضب ،الذي يكون دوره في النهاية هو إفساد كل شيء،فمن السهل أن يصل أحدنا إلى قمة الغضب، ولكن من الصعب جداً إدارة ومنع هذا الغضب من الوصول بك إلى تصرفات لا ترغبها فعلاً. لذلك فالأكثر قوة دوماً والأكثر سيطرة على الآخرين هو الأكثر قوة وسيطرة على غضبه.. وفي النهاية هو الأكثر وصولاً إلى مايريد. وكتاب إدارة الغضب يجب أن يُوزع على الطلاب والأطباء والقادة، والأزواج، والكماسرة، وأصحاب المذكرات، والصور الغير مفرحة في السودان،مع طبع نسخ كبيرة الحروف للكهول المزعجين.